عاب الناس على بعض القبائل إقامة مهرجانات مبالغ فيها من خلال الاستعراض بالإبل، حتى دخلت علينا عادات سيئة: منها مهرجانات (مزاين الإبل) وما رافقها من عادات جاهلية وفخر مذموم! وإن المرء ليعجب: كيف تصل قيمة الناقة الواحدة إلى ملايين الريالات في الوقت الذي يمكن أن تمرض أو تنفق وتموت فتضيع الأموال.
وعلى نهج أهل البادية، أقام بعض الفلاحين والتجار مهرجانات سنوية للتمور ومزادات مفتوحة قد تتحول إلى بورصة يظهر فيها أسلوب المبالغة بصورة لم نعهدها من قبل حتى وصل كرتون التمر وزن ثلاثة كيلوغرامات إلى خمسمائة ريال! بل ولو أصبح سعر الكرتون ألف ريال لما رأى فيه بعض التجار ورجال الأعمال غضاضة في شرائه، ولا يبالون بذلك، حتى ليصل سعر التمرة الواحدة لعشرة ريالات أو تزيد! حيث يجتمع المتسوقون ويطلبون المزايدة على أحد أنواع التمور، وبالتحديد (السكري)، ويعد بعض أنواعه فاخرا أو ما يسمى بالملكي. وترى الدلاّل يصيح منادياً بأرقام خيالية، ولا تندهش فالكرتون الواحد قد وصل سعره قبل رمضان إلى 520 ريالاً، وقد يزيد إن لم يقف المزايدون عند هذا الحد.
فيما يؤكد المشتري أن التمر الذي تم عرضه فاخر جداً ويستحق قيمته، بل ويراهن أنه لو وصل سعره لألف ريال لاشتراه، حيث يرى أن هذا النوع نادر ولا ينتج إلا في مزارع معينة.
ولاشك أن للنخلة منزلة عزيزة في النفس، وللتمر فوائد عظيمة، فهو يعد من الأغذية الغنية بالمغنيسيوم التي تحمي من مرض السرطان، ويساعد على خفض نسبة الكلسترول الضار في الدم، ومقو أكيد للكبد، ويقي من تصلب الشرايين لاحتوائه على البكتين. ولاشتماله على الصوديوم والبوتاسيوم فهو علاج لأمراض الجهاز الهضمي حيث يقي من السموم ويمنع الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة. كما أنه علاج فعال لفقر الدم لتوفر الحديد والنحاس فيه، وعلاج للكساح ولين العظام لأنه غني بالكالسيوم والفسفور، ويقاوم الروماتزم لاحتوائه على البورون. ولديه القدرة على منع تسوس الأسنان لوجود الفلور.
ويعد التمر علاجا للالتهابات الجلدية وجفاف الجلد وقرنية العين ومرض العشى الليلي لتوفر فيتامين (أ).
وهو مقو للشعر ويمنع تساقطه ويقاوم إجهاد العينين والتهاب الأغشية المخاطية لتجويف الفم والتهاب الشفتين لاحتوائه على فيتامين (ب2). وأثبتت الأبحاث الطبية تأثيره على تهدئة الأعصاب للمصابين بالأمراض النفسية. ويمكن استخلاص مجموعة كبيرة من الأدوية والمضادات الحيوية والفيتامينات من التمر لاستخدامها كعقاقير للوصفات الطبية ولعلاج الكثير من الأمراض.
ولوجود هذه الفوائد العديدة فإن المرء ليأمل أن يظل التمر بشتى أنواعه وأصنافه غذاء شعبيا متوفرا للمجتمع، وفي متناول الجميع بعيدا عن المزايدات أو الصفقات، ولا تدخله الأطماع ولا الصفات الخادعة والمسميات البراقة.
وفي حين ترك فئة من الناس لبعضهم خوض مزايدات لوحات السيارات وأرقام الجوالات المميزة، فلهم الحق أن لا يزايد على تمرهم، سواء السكري أو الشقراء أو نبتة سلمى أو نبتة راشد أو دحيم!
rogaia143@hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض11342