ما تزال فوهة حدودنا الجنوبية تقذف بحممها المليئة بالأذى حيث تصوب مقذوفاتها مستهدفة أمن الوطن ومنجزاته واقتصاده، إنها أزمة قديمة وجرح تشتكي منه خاصرة الوطن وهو يحاول مرة.....
..... السكوت على الألم وأحيانا يقاومه بطرق تقليدية! مرجئا المواجهة الحقيقية والحاسمة إلى وقت آخر رغم تزايد الخطر، كل الإجراءات التي تبذل ما تزال تعالج الأعراض ولكنها لم تواجه خطر البركان لردمه بشكل ينهي شروره، من تلك الفوهة تدخل إلى أراضينا المخدرات والأسلحة والإرهابيين والانتحاريين وحتى المتسللين! هذه الحدود ترهق ميزانيتنا وتساهم في زعزعة الأمن ومنها تدخل أطنان المخدرات التي تعصف بشبابنا وتحيلهم نزلاء المصحات العقلية! وعلى تلك الحدود كم هم الذين استشهدوا فداء للدين والوطن من رجاله المخلصين الذين هم على مدار الساعة يقفون على هذا الثغر للدفاع عنا أمام عصابات تحاول مواجهتهم بكل أساليب الغدر والإجرام لتجد منفذا لتهريب سمومها! التاريخ القريب يفتح صفحاته لنا لنجد أن أغلب العمليات الإرهابية التي روعت الآمنين وقتلت المواطنين قد تم تزويدها وتموينها بالمتفجرات عبر تلك الحدود.. كثير من الدول وضعت حدا للمتجاوزين لحدودها بسواتر وأسلاك كهربائية وأسوار وغير ذلك. مزانية المملكة لن تعجز بحمد الله على أن تؤمن هذه الثغرة ولن نعجز أن توفر لنا زبر الحديد لنبني بيننا وبين عصابات التهريب والتخريب سدا!
كما نعرف أنه تم الإعداد للمحاولة الانتحارية الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف حفظه الله من قبل أشخاص عبروا تلك الحدود ليجدوا مأمنا للقيام بمثل الأعمال الإجرامية، ويفترض أن تكون هذه الحادثة مبررا قويا تمهد لإجراء سريع تحتمه مصلحتنا الوطنية، لمواجهة تشكيلة من عصابات تنتظر دورها للمرور ما بين إرهابيين ومخربين ومروجي مخدرات ومهربي أسلحة وغيرهم كل ينتظر دوره لتنفيذ مخططاته، مما يؤكد خطورة الوضع الذي يتهددنا لأن تلك الحدود ستظل وما حولها وما خلفها من جبال وكهوف مصدرا لأعداء الدين والحياة والوطن!
alhoshanei@hotmail.com