طرحت الكثير من القضايا عبر الصحف عن الأخطاء التي ربما يكون قد وقع فيها بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي أدت إلى وجود التذمر من بعض المواطنين إثر هذه الأخطاء.
وفي هذه السطور لا أريد أن أكون مدافعاً أو ناقداً للهيئة أو ما تقوم به من أعمال، ولكني سأحاول أن أقدم اقتراحاً؛ فرسالة الهيئة في نظري لا تقتصر .....
.....على تكليف الناس بقفل المحلات التجارية أثناء الصلاة ومطاردة البنات والشباب في الأسواق، وحراسة الفضيلة - كما يسمونها -، ولكن دور الهيئة يتجاوز ذلك، إلى حراسة الأخلاق التي لا تقتصر على تحرش الشباب بالبنات أو العكس، ولكن الأخلاق مسألة كبيرة جداً؛ فالسلوكيات العامة، مثل النظافة - على سبيل المثال - جزء من الأخلاق، وكذلك التعامل الحسن بين الناس، وما يتعرضون له من ظلم في الأسواق، والتعامل غير الإنساني، لماذا لا يتم مثلاً إحالة كافة القضايا الخلافية وقضايا المنازعات - ذات العلاقة بالأخلاق - التي تقع في الأسواق والأماكن العامة للهيئة لتقوم بإيجاد حلول لها، وتقوم بدور النصح للمخالفين في هذا الخصوص.
طرح أحمد القشيري، من خلال برنامجه الجميل (خواطر)، فكرة أن تقوم الهيئة بتأسيس هيئة لاحترام المواعيد في مقارنته بين شعوبنا - الشعوب العربية وبين الشعب الياباني -، وهذا أمر في غاية الأهمية؛ فالمواعيد من صلب الأمور التي يدعو ديننا الإسلامي إلى احترامها، أليس الحديث الصحيح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)، إذن إنشاء هيئة لاحترام المواعيد تكون ضمنها مكافحة الكذب، وقول الزور، والحث على الأمانة، وإن قال قائل: كيف يمكن أن نعمم ذلك بين الناس؟ نقول بكل بساطة إنه يمكن أن تتدخل الهيئة في الحالات التي يحدث فيها منازعات، ويكتشف في هذه الحالات وجود خيانة أو قول زور، أو خيانة للأمانة، وهذه الأخيرة هي من بين الأهم في ديننا الإسلامي، وهناك نصوص كثيرة تؤكد عليها؛ فالمسلم سلوك، قبل أن يكون قولاً، وينبغي أن نعمل على تنمية السلوكيات الإسلامية السليمة التي تدعو إلى احترام خصوصية الآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم ما لم يكن هناك مجاهرة بالمعصية، وهذا ما يحث عليه الآن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف في توجيهاته للعاملين بالهيئة بعدم التعرض للناس ما لم يكن هناك شكوى مقدمة أو مجاهرة واضحة.
ولو عدنا إلى الكذب والنفاق وقول الزور والرشوة - على سبيل المثال - التي تتفشى في جسد الأمة، لوجدنا أنها من المهام الأساسية التي ينبغي أن يتصدى لها رجال الهيئة، حيث إن دور الحسبة في الإسلام - كما تسجل لنا كتب التاريخ - لم يكن مقتصراً على دعوة الناس للمحافظة على الصلوات فقط بل تعدى ذلك إلى مراقبة الغش والتدليس وما يصاحب ذلك من أفعال في الأسواق، وهنا يمكن للهيئة أن تشكل لجاناً لمتابعة هذه الأمور في الوزارات وفي البنوك وغير ذلك من الجهات الحيوية المهمة؛ لتساعد على تنظيف المجتمع من هذه السلوكيات المشينة، وتقوم بتخصيص سيارات خاصة لاحترام المواعيد في فتح المحلات وإغلاقها، بحيث يلتزم صاحب المحل التجاري بالمواعيد التي وضعها، وأن يكون صادقاً في تعامله مع الزبون، وكذلك ما يحدث من لبس في بعض حالات الكشف الطبي في المستشفيات والمستوصفات الخاصة، والاستغلال الواضح بهدف الربح المادي، حتى ولو كان على حساب البشر، هذا الأمر ضد مبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ويجب أن تكون هناك رقابة على مثل هذه السلوكيات التي تستهدف جمع المال، دون وجود أي حس إنساني أو رادع من دين، وهناك الكثير والكثير من القضايا والملفات التي تحتاج الهيئة إلى رعايتها.. وفقهم الله إلى خير هذه الأمة.
kald_2345@hotmail.com