لأن رزق الهبل على المجانين نبتت فجأة تجارة اسمها معالجة الإدمان على الإنترنت.
البداية كانت في دول مثل تايوان والصين وكوريا الجنوبية، حيث لوحظ أن أناساً باتوا يقضون أوقاتاً طويلة في الإنترنت تصل لثلثي ساعات اليوم، فبدأ نشوء مراكز لمساعدة هؤلاء على ترشيد انكبابهم على الشبكة.
طبعاً المراكز بدأت في اللت والعجن والزن على مسألة وجود (إدمان) على الإنترنت، وهي خطوة المقصود منها بث شعور بأن هناك مرضاً عضالاً قد أصاب الشخص، وأن الانكباب على الإنترنت هو إدمان مثله مثل ما يحدث لضحايا المخدرات والمواد الكحولية!
لكن ما لم تقله تلك المراكز أن من يجلسون الساعات الطويلة جدا في الإنترنت، وينتظمون يوميا بشكل كامل في مواقع التسلية هم من لعيبة القمار المحترفين، والباحثين عن الكسب المادي من خلال ألعاب الإنترنت.
والواضح أن المسألة باتت لا إدمان ولا يحزنون، بل هي طريقة لأكل العيش والكسب من خلال وسيلة يمكن أن تدر الثراء في مجتمعات يتضاءل فيها الوازع الديني وتعاني من اختناق فرص العمل تجاه شبابها.
والغرب الباحث بشكل أكبر عن الاستثمار حتى في مصائب الناس، التقط القفاز وانتهز الفرصة ليلهف هو الآخر نصيبه من كعكة الدعاية الإدمانية للنت، حيث تداولت وسائل الإعلام خبر إنشاء مركز في مدينة سياتل الأمريكية، يتخصص في تقديم خدمات الإرشاد والعلاج النفسي لمدمني الإنترنت!
طبعاً المركز وضع مواصفاته الخاصة التي تجعل قطاعاً كبيرا من معتادي الإنترنت يتوهمون أن إدمانا قد حدث لهم، وهو شعور لا يحب أحد أن يتسرب إليه، خصوصا وأن أوبئة الغرب المتمثلة في بطالة الشباب، وغياب الوازع الديني لدى الكثيرين، إضافة إلى وجود ترحيب عال بالمكاسب المتحققة من القمار وتذاكر اليانصيب.. هذه الأوبئة تسهم لحد بعيد في تعميق الظاهرة، وجعل الشباب أسرى لوهم الكسب عن طريق الإنترنت.
نعم هناك اعتياد لدى قطاعات واسعة من شباب الشرق والغرب على الإنترنت، لكن المسألة تحتاج لدراسة عميقة عن المواقع التي يرتادها هؤلاء (المتعودون)، قبل توزيع التشخيصات الدعائية بوجود إدمان على النت.
بقي أن تعرف أن مدة العلاج في المركز تمتد لـ 45 يوماً، وأن تكلفة العلاج لا تتجاوز ألـ 14 ألف دولار.. ويا بلاش!
Shatarabi@hotmail.com