Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
استهداف محمد بن نايف استهداف للأمن الفكري
عبدالعزيز ناصر المعطش

 

الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية رجل تشرب الروح الأمنية، وفهم الخطط الأمنية وقواعد الأمن الفكري والثقافي منذ وقت مبكر، وما أسند إليه هذا المنصب إلا لإدراك القيادة حنكته وخبرته وقدراته الشخصية والفكرية وكفاءته العلمية وحسه الوطني المرهف، واستطاع الأمير الشاب منذ توليه ملف الإرهاب أن يبرز قدراته ورؤاه وخبراته التي لعبت دوراً محورياً في تجفيف منابع الإرهاب ودك حصونه..

، وكشف خلاياه وتمزيق شبكاته بصورة واضحة تبرهن على قوة الأجهزة الأمنية وسلامة خططها ونضوج فكرها ودقة متابعتها, ورفعة حسها الأمني والوطني.

لقد قاد سموه الحرب ضد الإرهاب - مستنيراً بتوجيهات سمو وزير الداخلية - حتى خلخل أران هذا الورم الخبيث الذي كاد أن يستشري في أوصال الوطن لولا يقظة القيادة الحكيمة وتوجيهاتها السديدة وإسناد الأمر إلى أهله، فاستطاع سموه أن يفرغ هذا التنظيم المتهالك من عناصر قوته وأن يفقده التأثير ويعزله اجتماعياً وإعلامياً ويفرض عليه طوقاً من التضييق والعزلة ويجعله منبوذا في كل الأوساط، وأن يبطل فاعليته مما جعله منذ فترة طويلة في حكم المنتهي، بل تصدى للإرهاب وجعله (ميتاً إكلينيكيا).

محاولة الاغتيال الغادرة الجبانة التي قام بها أحد المطلوبين أمنياً، تترجم - في واقع الأمر - النفسية المريضة لهذه الفئة الضالة، والتي وصلت مرحلة من المرض لا تستجيب معها إلى العلاج، واستهدفت رجلاً أسهم بقوة في تفكيك الخلايا الإرهابية في المملكة بوسائل عديدة ومتنوعة وبأساليب أمنية ونفسية وعلمية وتربوية ودينية، ولا نقول إن كل المغرر بهم لم يستفيدوا من هذا المنهج المتوازن من حيث المواجهة والإصلاح، بل نجحت الأساليب التربوية مع البعض منهم ممن استشعروا أخطاءهم ورجعوا إلى صوابهم.

لقد صنع الأمير محمد بن نايف - بتوجيهات سمو وزير الداخلية - جداراً عازلاً بين الفئة الضالة وبين التأييد والمناصرة أو التعاطف من أي جهة، وذلك من خلال تعرية هذه الفئة أمنياً وفكرياً وثقافياً وإعلامياً، وعمل على دعم التائبين ومناصحة المغرر بهم، وكذلك تكريم أسر وأبناء شهداء الواجب، ومواصلة ذوي المعتقلين، ومساندة الضعفاء من أهل منسوبي الأجهزة الأمنية سواء من الشهداء أو الجرحى أو الذين تعرضوا إلى إعاقة أو خلاف ذلك، لقد وقف سموه بجوارهم وقفة ترمز لإخلاصه للوطن وحماته، وكذلك توعية الأجهزة الأمنية ورفع حسها الثقافي وروحها المعنوية، وهذا أيضاً من الأسباب التي جعلت الحاقدين والمنبوذين أصحاب الأفكار الضالة والفتاوى المعضلة أن يجعلوا هذا الرجل هدفا لمحاولتهم الإجرامية بعد أن دخلوا مع سموه معركة خاسرة، وكلما أوقدوا ناراً للفتنة أطفأها الله بفضله وبتأييده ونصره من يحبون سلامة العباد ومحاربة الفساد، وجربوا مع سموه الكثير من الوسائل وكانوا في كل مرة ينكشفون لضعف تخطيطهم وفشل خططهم لبراعة الأجهزة الأمنية ونضوج رؤى الأمير محمد بن نايف الذي أدار ملف الإرهاب بعقلية فذة وشجاعة منقطعة النظير وبروح إيمانية وإنسانية وصبر وذكاء، وتضحية يعز مثيلها.

كيف لا.. وهذا المخزون الفكري، هو نتاج طبيعي وثمر لجهود وخبرة وتجارب سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية رجل الأمن الأول ومهندس برنامج الأمن الفكري وواضع خطط ضرب الإرهاب، لذا يمكن القول: (هذا الشبل من ذاك الأسد) وقد نجحت خطط مهندس أمن البلاد، وابنه قائد المعركة ضد الإرهاب في توجيه ضربات استباقية جنبت البلاد خطر وويلات من لا يخافون الله ولا يريدون استقرار المجتمع، بل يعشقون ثقافة الموت والدمار والتفجير والانتحار، تقودهم إلى ذلك فتاوى ضالة مضلة.

فالأمير محمد بن نايف كرس كل جهده ووقته من أجل الارتقاء بكفاءة الأجهزة الأمنية، وكانت نتيجة ذلك الاختراقات التي أحدثتها الأجهزة لحصون ومراكز وشبكات الإرهابيين بصورة أدت إلى تساقط الخلايا بشكل سريع ولكن ليس سهلا، بل بقدرة وكفاءة الأجهزة الأمنية بكافة مستوياتها، وذلك قاد إلى إسقاط حلقات الإرهاب الشبكة تلو الأخرى وكان آخرها الشبكة التي أعلن عنها مؤخراً والتي تضم 44 إرهابياً غالبيتهم من حملة المؤهلات العلمية في تخصصات ذات جانب تقني، كانت توجه شرها إلى ظهر الوطن غدراً وخيانة وعقوقاً.

وليس غريباً أن تصل هذه الفئة مرحلة اليأس والإحباط ليكون آخر تفكيرها استهداف هذا الرجل الذي دوخ الإرهابيين وشتت شملهم، وحطم آمالهم، وجعل اليأس يدب في أوصالهم حتى كان آخر تفكيرهم، وآخر محاولاتهم استهداف شخصه الكريم لكن بفضل إرادة الله ثم محبة الشعب والقيادة لسموه ودعوات الصائمين والقائمين الداعين لحفظ أمن البلاد والعباد فقد فشلت المحاولة اليائسة وتحولت إلى مصير سيئ لمنفذها وخزي وعار وفضيحة ونكسة لمن يقفون خلفه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد