Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
أميرنا الغالي دمت سالماً
صالح بن عبدالعزيز الزريّر التميمي

 

ما حدث مساء يوم الجمعة الموافق للسابع من شهر رمضان وتحديداً في قصر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في جدة عندما قام أحد الخوارج بتفجير نفسه بالقرب منه حفظه الله يجب ألا يمر مرور الكرام، لأنه حدث عظيم ومصيبة كبيرة كادت تودي بحياة شخصية بارزة وغالية علينا جميعا..

والذي نحمد الله على سلامته، ولا شك أن ما حدث درس لابد من الاستفادة منه والتعلم، فالثقة المفرطة والمطلقة بالآخرين يجب أن ننزعها من قاموسنا، والطيبة الزائدة والمجاملة التي تضر بنا كل هذا

لا بد أن نأخذ به وننهجه حتى لا نؤخذ على حين غرة ويوقع بنا من حيث لا ندري فنخسر خسراناً مبيناً، وها هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف قد وثق بذلك الغادر الحقير وأعطاه الثقة وفتح له مجال العودة للصواب حتى إنه حفظه الله من باب الثقة به أمر بعدم تفتيشه ولكنه لم يقدر ذلك حينما أضمر الغدر والخيانة وحب القتل وسفك الدماء غير مراعٍ لشهر الصيام الذي فيه خير الليالي والأيام مظهراً الحقد والحسد سالكاً طريق الشر الذي سلكه أقرانه واتخذوه سبيلاً وكانوا ظالمين والحمد لله أنه سلم ولم يحقق هذا المجرم ما يريد إذ لم يصب أميرنا الغالي بأي أذى اللهم بعض الإصابات الطفيفة وهذا لطف من الله وكرم منه ونعمة تستوجب الشكر والعرفان بفضله سبحانه وتعالى، وهذه الحادثة غير المستغربة وإن قلنا إنها غير ذلك يجب أن نضعها في دائرة الاهتمام ونستفيد منها ونتعلم ما يضرنا وما ينفعنا بالحذر وأخذ الحيطة من الآخرين، وإبعاد الثقة الزائدة بأي أحدٍ من قريب وبعيد وصديق وعدو على حد سواء والله أمرنا في كتابه بالحذر في سورة النساء فقد قال جل من قائل عليما:

(وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ... الآية) إذاً من الممكن أن نثق بفلان وفلان من الناس ولكن على حذر وانتباه حتى لا تحل بنا الكوارث فنلوم أنفسنا بعد ذلك ولا نستطيع أن نعدل من الواقع شيئاً بعد أن أحكم الأمر ووقع ما لم يكن بالحسبان، وإنني أهيب بدولتنا ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالأخذ على يد السفيه والتشديد على كل ضال ومحاسبة كل معتدٍ أثيم محاسبة يستحقها، وتكثيف المراقبة لكل من يشك في أمره من الحاقدين الحاسدين الذين يحبون زعزعة أمننا واستقرارنا ويسعون لتحقيق ذلك بإجرامهم ومخططاتهم السيئة وأفكارهم الهدامة من الخوارج وغيرهم من دعاة الشر والفساد والتفتيش الدقيق في المنافذ وعند كل نقطة عسكرية وفي كل مكان حتى لا يحل ببلادنا بلاء وشر أولئك، وكل هذا أمر مطلوب والعمل به واجب لأن فيه مصلحة كبيرة للحكومة والشعب، فكم عفونا وتغاضينا وتساهلنا وسامحنا فكانت النتيجة استغلال هؤلاء لطيبتنا ولتساهلنا لتنفيذ مسلسلهم الإجرامي الذي خططوا له هم وشركاؤهم الذين غسلوا أدمغتهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم، ويهلكوهم ويرموا بهم في مكان سحيق وهو ما حدث بالفعل، فالله أسأل أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين حكومةً وشعباً ويبعد عنا هؤلاء ويكفيناهم بما شاء، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان والعيش بسلام ويتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد