Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
هذرلوجيا
ناجي العلي أيضاً (2-3)
سليمان الفليح

 

قلت في المقال السابق عن (ناجي العلي) إن الميكانيكي الفلسطيني الفنان حينما أراني صورة الصديق الراحل ناجي العلي، عندما كان يعمل ميكانيكيا هو الآخر في المملكة في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات الميلادية، أقول إن الميكانيكي العجوز رد علي السؤال الذي طرحته عليه حينما تفحصت الصورة بقولي: ماذا تعرف عن ناجي وان الميكانيكي العتيد سألني باستغراب فلسطيني لا يُلام عليه - (لشو بتسأل؟!)، أقول إنه حينما عرف أنني أعرف ناجي في الكويت أعاد لي السؤال (وهسع شو تعرف عنه أنت؟!) وهنا قلت له إنني لن أكون مثلك وأسألك ل(شو عم تسأل؟) بل سأتحدث لك بكل زهو عن الميكانيكي الفلسطيني الشاب ناجي العلي الذي أصبح فيما بعد (حينما هاجر للكويت) أحد أنقى الرموز الفلسطينية بل وأمضاها سلاحاً وأبلغها تأثيراً فيما يخصّ قضيته العزيزة فلسطين. و(ناجي) كما عرفت سابقا انه حينما جمع مبلغا بسيطا من المال لقاء عمله في المملكة كميكانيكي عاد إلى لبنان ليدرس الفنون الجميلة - وخصوصا الرسم -، وتنقل في لبنان بين عدة أعمال لينتقل بعدها إلى الكويت وكان ذلك في عام 1963م ليعمل في الميكانيكا مجال تخصصه الأساسي، وذلك في منطقة الشويخ الصناعية التي تقع مباني الصحف الكويتية في جزئها الشرقي مقابل شارع المطار، وهناك أتيح له أن يتعرف على بعض الصحفيين الفلسطينيين الذين يتولون مراكز قيادية في الصحف الكويتية، ولأن ناجي كان مشغولاً في الأساس بقضيته الأهم، فقد وجد في مجلة (الطليعة) المجال الرحب لممارسة إبداعه الكاريكاتيري الذي كان يشغل العديد من صفحات المجلة، وكان كاريكاتيره في البداية يحمل الكثير من الكلام والتعليق الطويل الذي لم يعتده فن الكاريكاتير التقليدي، أي أن كاريكاتيره وما يصاحبه من كتابة أو كلام هو بمثابة رأي مدعوم بالكاريكاتير أو كل منهما يكمل الآخر (الكتابة والكاريكاتير)، ثم أصبح ناجي في مجلة الطليعة هو المخرج والمصمم والمنفذ والمحرر، وهكذا بقي في الطليعة إلى أن انتقل في عام 1968م إلى جريدة السياسية، وقد فتح له الأستاذ أحمد الجارالله المجال شاسعاً وواسعاً لممارسة إبداعه بكل ما فيه من قسوة وحدّة وصراحة جارحة.

* * *

أما أنا فقد عرفت ناجي العلي حينما جئت إلى جريدة السياسة متدرباً شاباً في عام (1972م)، وكنت أعجب من ذلك (الشاب الأشيب) الذي عادة يرتدي بنطال الجينز والقميص المخطط الرخيص، وكان غالبا ما يمشي محدودب الظهر حليق الشارب حاد القسمات متجهّما في أغلب الأحيان، وقلما يتحدث مع أحد على الرغم من الاحترام والتبجيل الذي يلقاه من الجميع، بدءاً من الفراش حتى مديري التحرير وكانوا آنذاك: (قاسم أفيوني، ومحمد زين ومصطفى أبو لبدة) والأخير هو أقربهم إليه؛ لأنه كان فلسطينياً مثله ويحب الفن والإبداع لأنه كان مبدعاً هو الآخر كما أن مكتب (الرجل الأشيب) الضيق المساحة الذي تشاركه فيه الزميلة (صباح حسونة) يقبع بجوار مكتب مصطفى وبابه مقابل باب مكتبه، وحينما حداني الفضول إلى ان أعرف هذا الرجل الصامت الغامض الأشيب، قيل لي إن هذا هو ناجي العلي الرسام الكاريكاتيري المبدع الذي يثير المشكلات في الصفحة الأخيرة من جريدة السياسة، وكان ناجي لا يحتك بأحد في الجريدة سوى بأبناء جلدته (يحيى محمود) صالح عباس (الفوتوغرافي المبدع) مصطفى أبو لبدة والكاتب الكويتي الساخر سليمان الفهد.. وللحديث صلة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد