الرياض - عيسى الحكمي
تأهلت البحرين لملاقاة نيوزلندا في 10 اكتوبر و14 نوفمبر القادمين على البطاقة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بتعادلها الإيجابي 2 - 2 مع منتخبنا في إياب الملحق الآسيوي بعد مباراة واصل منتخبنا ومدربه البرتغالي بوسيرو فيها قتل الفرص المتاحة للتأهل إلى جنوب إفريقيا بداية من التصفيات عندما تعادلوا مع كوريا الشمالية في أرضنا ناقلين مصيرهم للملحق وانتهاء بمباراة الأمس التي لم يكن المنتخب بهويته الفنية المعروفة ولم يكتف بذلك فقد نسى اللاعبون في اللحظة الأخيرة أن المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم، فقدوا في لحظة (مجنونة) هدف الانتصار في الدقيقة 91 الذي سجله حمد المنتشري لتعود البحرين عن طريق عبدالله عمر من ضربة ركنية لإدراك التعادل 93 وتدخل التاريخ بالتعادل الذي حقق حلمها لتواصل المشوار ويغادر الأخضر بتلك النتيجة لأول مرة نهائيات مونديال كأس العالم بعد أربع مرات كان فيها السفير المعتمد لآسيا.
الشوط الأول
- بدأ منتخبنا المباراة بتشكيلة مكونة من: وليد عبدالله في الحراسة، والرباعي أسامة هوساوي وحمد المنتشري وعبدالله شهيل وحسين عبدالغني في الدفاع، وفي الوسط الرباعي عبداللطيف الغنام وسعود كريري ومحمد نور وتيسير الجاسم، وفي الهجوم الثنائي ياسر القحطاني وناصر الشمراني.. هذه التشكيلة جعلت المنتخب يلعب عملياً بطريقة 4-4-2 ويعتمد على دماء جديدة غابت عن المباراة الأولى ممثلة في الغنام والجاسم والشمراني مع إعادة عبدالغني للدفاع الأيسر ومحمد نور للوسط الأيسر، وهذا الأخير تأثر أداؤه باللعب في غير مركزه المعروف خلال أغلب فترات اللقاء.
- المنتخب البحريني دخل بتشكيلة مكونة من: الحارس محمد سيد جعفر، وفي الدفاع الرباعي محمد السيد عدنان وحسين بابا وعبدالله عمر وسلمان عيسى، وفي الوسط الرباعي محمد السيد جلال وفوزي عايش وعبدالله فداي ومحمد حبيل، وفي الهجوم حسين علي وجيسي جون، وهذه التشكيلة كتنظيم لعبت بطريقة 4-4-2 وتميز من خلالها البديل عبدالله فداي لمحمد سالمين وجيسي جون اللذان شكلا قوة ضاربة مع عبدالله عمر في الجهة اليمنى.
بداية هجومية
- ضربة البداية جاءت لمصلحة منتخبنا الذي عبر مبكراً عن نيته الهجومية عبر حملة قادها حسين عبدالغني وانتهت إلى ضربة ركنية في الدقيقة الأولى نفذت على رأس الغنام وتحولت إلى ضربة مرمى لصالح الضيوف.
لم تكن الدقيقة الأولى إلا عنوان لمباراة مفتوحة في الشوط الأول فقد خالف المنتخب البحريني التوقعات واتجه لمبادلة الأخضر في البحث عن الهدف المبكر وهو ما تثبته المخالفة التي حصل عليها المنتخب البحريني ونفذها فوزي عايش نحو المرمى الذي تعملق فيه وليد عبدالله محولاً الكرة إلى ضربة ركنية في الدقيقة الثالثة.
إصرار المنتخب السعودي للحصول على هدف كاد أن يتحقق في الدقيقة السادسة عندما نفذ الشمراني كرة رائعة لياسر القحطاني الذي سدد في جسم الحارس البحريني محمد السيد جعفر لينقذ الأخير هدف السعودية الأول.
الشمراني يوقع التقدم
من منظومة جماعية بدأها الشمراني ومنه إلى ياسر فمحمد نور الذي أهدى الشمراني كرة على طبق من ذهب قلم يخطأ ناصر الظن فيه أمام الحارس البحريني وأرسل الكرة إلى المرمى واضعاً منتخبنا في المقدمة بعد 12 دقيقة من الأفضلية الميدانية.
لم يثن الهدف في حقيقة الأمر الضيوف من إدراك أن المباراة لا تزال في الملعب فحاول سلمان عيسى قتل الفرحة السعودية بتسديدة قوية اعتلت العارضة في الدقيقة 14، وبعد ثلاث دقائق من هدف الشمراني كان المنتخب السعودي على بعد خطوة من الحظ ليضيف الهدف الثاني عبر ياسر القحطاني لكن محاولتين قويتين للأخير ارتدت من الدفاع أولاً واعتلت العارضة ثانياً مما حرم الأخضر من تسجيل هدفه الثاني.
تقدم بحريني
- المباراة دخلت مرحلة المد والجزر ولم تهدأ اللقطات الساخنة من الجانبين وبخاصة البحريني الذي مارس لاعبه عبدالله فداي مغامرة حقيقية في الدقيقة 21 لإهداء البحرين التعادل بيد أن لمسته الأخيرة انتهت إلى خارج المرمى رغم ما بذله من جهد اخترق به كل من قابله من أصحاب القمصان البيضاء.
أداء منتخبنا تأثر بوضع خط الوسط في هذا الشوط حيث قل عطاء نور نتيجة وضعه في غير مركزه بعكس الجاسم الذي كان حضوره جيداً مع عبدالله شهيل والأخير أفضل لاعب سعودي مع الشمراني في الشوط الأول.
مع تقدم المنتخب الضيف للضغط على مرمى وليد عبدالله حصل منتخبنا في الدقيقة 30 على هجمة مرتدة كان إمكان ياسر فيها وضع الشمراني مرة أخرى أمام الحارس البحريني لكن الأول تأخر فضاعت فرصة هدف ثان كان حضوره مهما في هذا التوقيت.
- بجانب البطء الذي كان يعاني منه وسط المنتخب كان الدفاع يعيش مراحل من الارتباك التي كادت تهدي البحرين التعادل مع كرة يسارية أطلقها محمد السيد جلال بعد استقباله كرة ثابتة نفذها حسين علي في الدقيقة 32.
البحرين تحصل على التعادل
- بعد عدة محاولات نجحت البحرين في إدراك التعادل عن طريق جيسي جون الذي استفاد قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول من عرضية عبدالله عمر من الجهة اليسرى تجاوزت وليد عبدالله ووصلت لجيسي الذي حولها بسهولة إلى مرمانا معيداً المباراة لنقطة البداية تهديفياً وواضعاً البحرين في المقدمة من حيث النتيجة حسابياً إذا بقيت نفس الأرقام.
- هذا الهدف أشعر الأخضر بأن الأمور لا تسير لمصلحته فحاول في الدقائق المتبقية صنع شيئا ليخرج به منتصراً في هذا الشوط لكن محاولاته التي كان أبرزها من شهيل لم يكتب لها النجاح فكان التعادل بهدف سيد الموقف في الشوط الأول.
الشوط الثاني
بعد الاستراحة واصل المدربان بوسيرو وماتشالا الاحتفاظ بالأسماء والطريقة التي سار بها الشوط الأول، وعلى العكس من النشاط الهجومي لمنتخبنا في بداية المباراة بدأ الفترة الثانية هادئا في حين تراجع المنتخب البحريني للدفاع واعتمد على الهجمات المرتدة على اعتبار أن التعادل يحقق له ما يريد.
- شكل منتخبنا عنوانه الهجومي الأول في هذا الشوط عن طريق ياسر القحطاني الذي نفذ من الجهة اليسرى لكن الحل بالقدم اليسرى لم يكن موفقا فتحولت كرته إلى عبدالله شهيل الذي كسب ضربة ركنية لم تنته لشيء في الدقيقة 52.
- تحرك بوسيرو لتغيير الوضع الكلاسيكي الذي وضع فيه المنتخب فادخل أحمد عطيف في الدقيقة 62 بدلاً من الغنام وأجرى تحويراً كان مطلوباً عندما نقل نور للعب خلف المهاجمين ونقل تيسير للجهة اليسرى، ورد ماتشالا بدخول إسماعيل عبداللطيف بديلا لحسين علي في إجراء تقليدي عند الدقيقة 66 وقبل ذلك بدقيقتين كادت البحرين تخطف فرصة هدف ثان لولا تدخل المنتشري الذي حول الكرة إلى ضربة ركنية.
استطاع المنتخب البحريني قتل اللعب وتسيير الأمور لصالحه فأدخل ماتشالا محمد عبدالرحمن بدلا من فوزي عايش (75)، وتدخل بوسيرو للمرة الثانية بورقة مالك معاذ على حساب تيسير الجاسم الأكثر إنتاجا!! ومع أننا كنا بانتظار انتفاضة هجومية من منتخبنا في الوقت المتبقي إلا أن الفرصة الأخطر جاءت لمصلحة البحرين عن طريق جيسي جون وأنقذها وليد عبدالله في الدقيقة 79.
ووجد بوسيرو نفسه مجبرا بسبب الإصابة على الاستعانة بحسن معاذ بدلا من عبدالله شهيل وادخل ماتشالا عبدالواحد علي بدلا من جيسي جون لحفظ الترابط الدفاعي قبل عشر دقائق من النهاية.
دقائق الجنون = الخروج
في الوقت الإضافي المحتسب (3 دقائق) شهدت المباراة تحولات مجنونة بدأت بهدف ثان لمنتخبنا عن طريق حمد المنتشري الذي أكمل عملا بطوليا لياسر القحطاني بضربة رأسية على يمين الحارس البحريني (91) لكن الفرحة بذلك الهدف تحطمت على رأس البحريني عبدالله عمر الذي خطف التعادل في الدقيقة 93 مستغلا اتكال لاعبينا على أن المباراة انتهت ليضرب ضربته ويعلن انتهاء الحلم على يد بوسيرو ومعه مجموعة من اللاعبين خيبوا أمل 20 مليون سعودي من يوم تعادلهم السلبي مع كوريا الشمالية.