الموظف الذي يعمل في أجهزة الدولة إنسان مؤتمن يجب أن يحافظ على أسرار الدولة؛ ولهذا فإن أمراء المناطق والوزراء قبل أن يتسلموا أعمالهم يؤدون القسم أمام خادم الحرمين الشريفين، ومَن يقرأ فقرات القسم يعلم كم هو قسم عظيم يلتزم به الإنسان المسلم أمام خالقه؛ فالقسم ينص على: (أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني ثم مليكي ووطني، وأن لا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها في الداخل والخارج وأن أؤدي عملي بالصدق والأمانة والإخلاص).
وأسرار الدولة لا يمكن التفريط فيها أو تصنيفها بأسرار بسيطة وأخرى مهمة؛ فالأسرار التي تتعلق بأمن الدولة وأوضاعها السياسية والاقتصادية بنفس أهمية أسرار المواطنين والمقيمين التي تحصل عليها أجهزة الدولة وتصل إلى المواطن بحكم عمله في تلك الأجهزة؛ ولهذا فقد أصبت بهلع كبير وغضب شديد على تجاوز موظفين من الجمارك بالكشف عن معلومات أضافوا إليها (أكاذيب) وبهارات للإساءة إلى مواطن مسؤول؛ فهو، إضافة إلى أنه مواطن يجب الحفاظ على حقوقه التي حفظها له الشرع، فإنه أيضاً صحفي مسؤول أهم ما يجب أن يحافظ عليه سمعته وهو ما يقوم به على خير قيام لمعرفتي الشخصية به؛ ولهذا فقد جاء (تلفيق) هؤلاء النفر من موظفي الجمارك مفجعاً وجريمة كبرى بحق مواطن لا ذنب له سوى قيامه بواجبه ومحاولاته أن يكون نزيهاً وحيادياً وصادقاً في أداء عمله.
لذا فإن من حق هذا الزميل أن يقاضي هؤلاء من ضعاف النفوس الذين تجاوزوا أمانة الوظيفة وحولوا الولاء للشرع والوطن إلى انتماءات ضيقة التطرف في تشجيعها يضر بالوطن وبالمواطنين ويجرح إيمان المرء مثلما حصل في هذه القضية.
وأنا هنا، بدافع من حبي وتقديري لكل مواطن، وخصوصاً مَن يديرون الموقع الإلكتروني الذي بث فرية الكذب على الزميل الكبير، أقول لهم: (اتقوا الله في هذا الشهر الفضيل)، وإن دفعكم غلوكم وتطرفكم في تشجيع ناديكم فلا تورطوا الآخرين في ارتكاب جرائم ينهى عنها الشرع ويحاسب عليها القانون.
jaser@al-jazirah.com.sa