Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
دروس يجب الاستفادة منها
م. رائد حبيب

 

عندما سمعت عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية على يد ذلك الغادر المنتحر فقد ازداد غضبي كما الكثيرون من أبناء هذا المجتمع والمقيمين فيه حيث إنني عرفت عن سموه مقابلة الإساءة بالإحسان والحقد بالمحبة والتسامح, والانتقام بالعفو والصفح وهذا دليل بلا شك على أنه لا يريد ولا يرغب أن يكسب من وراء ذلك مجدا أو مصلحة لشخصه الكريم ولكن كان هدفه من وراء ذلك هو الإصلاح ما استطاع ومحاولة كسب أحد أبناء هذا الوطن ورده إلى رشده وإلحاقه بركب شباب وأبناء هذه البلاد الصالحين والنافعين لأنفسهم ولمجتمعهم بدلا من استهدافه واستغلاله من قبل أعداء هذه الأمة مما يلحق الضرر بنفسه ومجتمعه, اكتب هذا لتهنئته حمدا لله على سلامته بالأخص بعد مشاهدتي وسماعي للمكالمة التي تمت بين سموه وبين المنتحر مما زاد غضبي وحمدت الله على سلامته.

حيث تبين لي أن سموه قامة إنسانية عظمى ورجل بكل معنى الكلمة والرجال قليل.ومنه يمكن لكل رجل وقائد الاستفادة من حكمته وأسلوبه الإداري والقيادي الرائع حيث إن سموه قام بما يلي:

أولا: لقد قام سموه الكريم بعد الحادث مباشرة بالاعتراف أن الخطأ منه حيث أمر الحرس بعدم تفتيش المنتحر وهذا اعتراف جريء برّأ به ساحة المسؤولين عن الحرس وقلما نجد قائدا يخرج أمام الأعيان وفي وسائل الإعلام ليوضح هذا الموقف دون التباس أو غموض بل أن بعض القادة يلجأ ويحاول توجيه اللوم إلى غيره, وتعامل سموه مع هذا الموقف بكل شفافية وصدق أبعده عن أي تكهنات.

ثانيا: قام سموه بالاتصال بذوي المنتحر وتعزيتهم وهذا يدل دلالة واضحة على عدم حمل ضغينة أو حقد على أحد وهذا أيضا درس إداري آخر بحيث لا يتعدى العقاب والجزاء الفاعل ما لم يكن هناك مؤازرة أو تعاون أو دعم من قبل أي شخص آخر وهذا نادر الحدوث هذه الأيام حيث دمرت دول نتيجة الحقد على شخص أو كرهه.

ثالثا: عدم معاقبة أي شخص بذنب غيره إذا ثبت عدم علاقته بذلك بشكل قاطع وهذا ما أدلى به سموه الكريم في أكثر من موقف حيث ذكر أن ذوي وأسر وأبناء وإخوان وزوجات وقبائل الأفراد الذين ينتمون للفئة الضالة هم أفراد صالحين ينتمون لهذا المجتمع وينعمون بحقوقهم كاملة إذا ثبت عدم علاقتهم بهذه الفئة.أليس هذا الأسلوب الإداري المميز للأزمات وهذه المبادئ السامية والراقية التي اتصف بها ومنبعها في الأساس الدين الإسلامي الحنيف الذي يحرص على اتباعه في كل أمر من أموره جديرة أن يستفاد منها لبناء جيل واع يتصف بالحكمة والشجاعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد