يعتمد النجاح في إدارة أزمة ما - بعد توفيق الله سبحانه وتعالى - على القدرة على وضع الاستراتيجيات والآليات اللازمة لمنع حدوث الأزمة ابتداءً، والقضاء عليها في مهدها، ومن ثم تطبيق تلك الاستراتيجيات والآليات وفق خطط وأهداف مرسومة.
وعندما تبنت المملكة العربية السعودية استراتيجية مواجهة الفكر الضال المنتمي إلى تنظيم القاعدة بالعقل والحوار والمناصحة، وذلك عبر مهندس صفقتها، وراسم ملامحها، وصائغ أهدافها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، تلك الاستراتيجية التي عبرت عن النظرة الثاقبة الحصيفة المستشرفة لآفاق المستقبل بما يحمله من تحولات وتغيرات شكك في جدواها البعض، وقلل من أهميتها، وتحقيق أهدافها البعض الآخر، وذلك في كونها مواجهة لتنظيم جعل من السلاح وسيلة ومن القتل غاية في تحقيق هدفه. واليوم تشهد هذه الاستراتيجية إشادة منقطعة النظير شهد لها القريب والبعيد، الصديق والعدو؛ حتى أصبحت نموذجاً ومثالاً يحتذى به لدى كثير من الدول الشقيقة والصديقة.
وعلى الطرف الآخر - وهم المقصودون بهذا المقال - أصحاب هذا التنظيم والفكر الضال الذين أدرك مسيسوه ومسيروه خطورة هذه الاستراتيجية وتأثيرها القوي في عودة كثير من حاملي هذا الفكر إلى جادة الصواب؛ وبالتالي سحب البساط من تحت أرجلهم؛ فقد عمدوا إلى ما عمدوا إليه من محاولة الاغتيال الفاشلة لمهندس هذه الاستراتيجية اعترافاً ضمنياً منهم بنجاحها وتأثيرها في معتنقي هذا الفكر، واليوم تشهد هذه الاستراتيجية فصلاً جديداً بعد تأكيد صاحب السمو الملكي النائب الثاني ووزير الداخلية، بالاستمرار على هذا النهج، وبعد سماعي لتلك المكالمة الهاتفية بين سموه والمنتحر والتي حملت بين طياتها وجنباتها صدق المقال، ونبل المشاعر تجاه المنتحر نفسه، وعائلته، والتي مثلت أسمى مبادئ الإسلام وتعاليمه قولاً وفعلاً، والتي سيكون لها مردود إيجابي في الأيام القادمة من جهة عودة كثير من أصحاب هذا الفكر إلى طريق الحق، وتراجعهم عن مواقفهم وتسليم أنفسهم، ومن جهة تزايد تماسك الشعب والتفافه حول قيادته والأيام حبلى بالمفاجآت.
حفظك الله يا صاحب السمو، وجعلك درعاً حصيناً لدينك ووطنك ومواطني هذا البلد ومقيميه، وهنيئاً لك بهذا الحب الغامر من القيادة الحكيمة ومن الشعب، ومبارك لك تقليد خادم الحرمين الشريفين لك وسام العز والشرف.