Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
مستعجل
نبذر.. ونهدر.. ثم نشتكي؟!!
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

يبدو أن من الأشياء التي يعاني منها مجتمعنا معاناة كبيرة.. هي الإنفاق الشره والهدر والتبذير وسوء التدبير.

* مجتمعنا.. ما زال يعاني بالفعل.. من الإفراط الشره في الإنفاق.. فليس لدينا كوابح ولا ضوابط ولا تنظيم ولا تخطيط ولا أولويات ولا دقة في تحديد الاحتياجات الضرورية ولا حتى تخطيط لمستقبل قريب أو بعيد.

* كل ما وقع في أيدينا.. من (فلوس) نعرف كيف نصرفها بسرعة.

* الكثير من الموظفين والمدرسين ينتظر (نزول) الراتب ثم يصرفه دفعات حتى ينهيه دون أن يخطط لشيء.. ودون أن يفكر.. ماذا اشترى وماذا يريد أن يشتري.. وماذا يحتاج وماذا قد يحتاج؟

* اليوم.. كل شيء بالتقسيط ابتداء من (فرن) المطبخ وحتى مكنسة الكهرباء، كل شيء بالتقسيط.. وهذا.. مشجع على الإنفاق الشره.. وشجع الناس على التبذير فيما يحتاجون وما لا يحتاجون.

* خذ مثالاً.. قد احتاج كشاب متزوج تلفازاً واحداً (20) بوصة بألف ريال أو أقل.. غير أن بعضهم أو أكثرهم لا بد أن يضع في شقته الصغيرة أو (دبلكسه) ثلاثة تلفزيونات حجم بعضها (56) بوصة وسعره فوق العشرة آلاف ريال، وربما بالتقسيط.. لماذا؟!

* وهكذا السيارة.. يكفيه سيارة صغيرة بـ(50) ألف ريال أو أقل ولكن يتسلف ويستدين ويقترض من هنا وهناك يشتري سيارة بـ(250) ألف وثلاثمائة ألف ريال، وبعد سنة يصبح سعرها مائة ألف.. بمعنى.. أنه خسر خلال (150) ألف ريال وهو ما يعادل أكثر من عشرة آلاف ريال شهرياً عبارة عن استهلاك السيارة وهو شاب براتب شهري محدد؟!!

* وبعضهم يتسلف ويستدين ويبحث هنا وهناك من أجل أن يملك (استراحة) نعم.. استراحة.

* وما مائدة الاستراحة؟! وما مردوده.

* لا شيء.. مجرد مكان للتجمع وإعلان الكسل والبطالة والغياب عن البيت والهروب عن أي مسؤولية تجاه المجتمع والأسرة.. والغياب عن أي دور مطلوب وصرف الوقت كله.. أما في التسدح أو لعب (البلوت) أو متابعة القنوات الفضائية أو أي شيء آخر.

* ولو أنه وجه هذا المبلغ الذي حصل عليه بالديون والسلف والقروض في مشروع استثماري خطط له بشكل صحيح ومدروس لتضاعف هذا المبلغ خلال سنوات عدة مرات ولأصبح من رجال الأعمال ومن التجار، بدلاً من أن يصبح مخنوقاً وأسيراً لديون عدة سنوات بسبب استراحة من أجل التسدح مع (الشبكة).

* وهكذا عندما تتجه إلى السوق أو إلى البقالة.. نحرص على أن يكون في جيوبنا (سيولة أو نستعين بالبطاقة أسهل.. وأسرع ونشتري ما نحتاج وما لا نحتاج دون ضوابط حتى نملأ (العربة) ثم نخرج.

* هل خطط أحدنا قبل اتجاهه إلى السوق.. ماذا تحتاج بالضبط؟!

* ثم.. هل راجع هذه الاحتياجات!

* هل هي ضرورية.. أم أنها مجرد أعباء مالية؟

* هل لدينا (ميزانية) أسبوعية أو يومية يظهر فيها الدخل والمشتريات والموفور.. يتم مراجعتها وتدقيقها من كل زاوية؟

* هل راجعنا هذه الميزانية وحرصنا على إلغاء كل ما لا نحتاج إليه وحرصنا على ضبط الإنفاق وضبط أمورنا وحفظ دخولنا من هذا (الإسهال) غير المبرر في الصرف؟

* مشكلتنا.. أننا نبذر ونبذر ونهدر.. ونصرف بدون حساب ثم نشتكي ونتألم ونتوجع لماذا.. ولماذا نتصرف هكذا؟!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد