Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
أنت
دفاعاً عن الإعلاميين
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

 

ركز الإعلام في تغطيته لمحاضرة الدكتور طارق الحبيب عن سيكولوجية المفجرين التي نظمتها جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) الأسبوع الماضي على فكرتين الأولى: أن رجال الأمن هم فقط الذين نجحوا في التعامل مع قضية الإرهاب، أما الإعلاميون والتربويون والاجتماعيون والنفسيون والشرعيون فلم يقدموا شيئاً في هذا المجال.. بل زاد أنهم أساءوا من خلال البرامج والمواد الخاطئة التي يقدمونها.

والفكرة الثانية: فهي أن التربية الاجتماعية لم ترب النشء على الاستقلالية بل على تفعيل ثقافة الخوف.. وتقديم المفهوم الاختزالي للدين.. وعدم تفعيل الموضوعية في علاقة الفرد بالآخر.. ودعم فكرة القولبة والعلاقة السلطوية.. والانطلاق من الانطباعات والظنون مما أدى إلى صراع أجيال.

وأضاف أن التربية في البيئة السعودية تعتمد على العادات والتقاليد والأنماط السلوكية التي تتكرر عبر الأجيال أكثر من اعتمادها على فكر أو منهج تربوي محدد.. مؤكداً أن التربية الاجتماعية قد تهيئ لظهور التطرف.. وأن اللوم لا يجب أن يلقى كله على المؤسسة الدينية بفمردها بل على الأسلوب والفكر الاجتماعي الذي تتم ممارسته على جميع المستويات بما في ذلك مؤسسات التعليم التي استمرت في طرح ذات المنهج الاجتماعي ولم تقدم دورها التطويري المطلوب في شخصية الفرد السعودي حتى يكون مؤهلاً لمواكبة تطور عصره.. (انتهى).

الدكتور طارق الحبيب لفت الانتباه بشدة في الحوار الثاني لمركز الملك عبدالله للحوار الوطني حينما دشن فكرة أن العادات والتقاليد المحلية هي التي شكلت الفكر الديني المحلي بخلاف ما هو متوقع من تأثير الفكر الديني على عادات وتقاليد المجتمع وتشكيله.. وقد أثارت عليه هذه الفكرة الكثير من الخصومات وإن كنا نرى أن فكرته لا زالت قائمة رغم مضي سنوات على طرحها ولم تجد من ينقضها.. واليوم يدشن فكرة أخرى أغلبنا يتفق معها وإن كنا لا نعرف كيف نعبر عنها أو نخشى من ذلك.

وقبل أن أبدأ مدافعاً عن الإعلاميين والمتخصصين في توعية الرأي العام وتوجيهه أريد أن أعترف أني أتفق مع طرح الدكتور طارق الحبيب في أن من ذكرهم قد أخفقوا جميعاً في أداء دورهم المطلوب منهم تجاه الإرهاب.. لكن ما هو السبب في ذلك؟ لن أنافح عن التربويين والاجتماعيين والنفسيين والشرعيين ولن أتكلم باسمهم ولا أشك أن لهم مبرراتهم خلف ذلك الاخفاق الكبير.. لكنني سوف أبدي الرأي بخصوص لماذا أخفق الإعلاميون في عملهم في مواجهة الإرهاب.

في الحرب على الإرهاب للإعلام دور محوري.. هذا رأي متفق عليه لكنه لم يجد له من يرعاه وينظمه ويقوده.. فوزارة الداخلية موكل إليها الحرب الميدانية على الإرهاب وقد نجحت فيه وليس من اختصاصها التوعية عن الإرهاب.. إذاً من هي جهة الاختصاص؟ هل هي وزارة الثقافة والإعلام.. أو وزارة الشؤون الإسلامية.. أم وزارة التربية والتعليم.. أم غيرهم.. لقد ضاعت هذه المهمة النبيلة في غياهب السؤال عن من هي مهمته التوعية بالإرهاب!

حملة بحجم التوعية بالإرهاب يجب أن تكون نتاج جهد منظم مدروس وأن يكون العمل جماعياً مؤسسياً مستمراً.. وينفذ وفق منهج مخطط له.. وهذا لا يتم بجهود فردية تطوعية بل برعاية وطنية.

وللحديث بقية




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد