في أحد الحقول الكبيرة والجديدة بنى طائر لنفسه عشاً وقد كان حقل ذرة خضراء وراح يطعم صغاره من براعم الحقل الجديد إلى أن ظهر لها العرف في عنقها ونبت ريشها في الجناحين تماماً وكبرت قليلاً.. وذات يوم تفقد صاحب الحقل أرضه فوجد أن الذرة قد نضجت وحان جمعها وحصادها والاتجار بها فقال محدثاً نفسه بصوت عالٍ: لقد آن أوان أن أدعو جميع أصدقائي لمساعدتي في جمع الحصاد.. وسمعت حديثه الطيور الصغيرة فأخبرت والدها ورجته أن يبحث لها عن حقل آخر تستطيع أن تتحرك فيه بأمان لكي لا يفتك بها رفاق صاحب الحقل.
فأجاب الأب: ليس ثمة ما يدعونا الآن للرحيل ولا تقلقوا لن يمسنا شيء.. وعندما عاد صاحب الحقل مرة أخرى ورأى الذرة جفت على عودها وبدأت تسقط بفعل أشعة الشمس قال لنفسه: لا بد أن أستأجر جامعي الحصاد وعربات نقل غداً.. عندئذ قال الطائر الحكيم لصغاره: الآن جاء وقت رحيلنا وهجرتنا إلى مكان آخر فقد بدأ الرجل يعتمد على نفسه لا على أصدقائه.
(حينما يلقي الآخرون بأعبائهم فهم ليسوا صادقين في قولهم).