كتب - منصور عثمان:
عندما استوت الرسالة ساطعة في يقين محمد انتابته حماها ليصرخ (دثروني زملوني) ثم مضى في طريق زرع بالشوك تارة وأخرى بعداوة الأقربين لم يثنه شيء فكان رسول الله وخاتم المرسلين.
اليوم وبعد أكثر من 14 قرناً تكاثر المسلمون مشكلين أكثر من ربع تعداد سكان العالم بما يعادل ملياراً و300 مليون نسمة يبتهلون للرب أن ينجيهم من الفقر والجوع ومن ظلم ذوي القربى والبعيدين.. مليار و300 مليون نفس تشظت إلى مليارات الأنفس، لا قلب على آخر، ولايد تشد يداً، فمن خشية إلى ريبة ومن موت إلى موت يد تمسك بالزناد، وأخرى تلقي السلام، ومع كل هذه الأيدي تحرق الأرض ويفتت الإنسان وتلتهم الأمانات ويضيع من أقدام المليار مستقبل حلم به طفل بالكاد يتهجى (الشهادة).
الدعاء لم يكف والدموع تراق كالدماء والرجاء يرسم دائرة الضوء في عين الأمهات وصغارهم يكتشفون (القدر والحصى) وضيق ذات اليد لتصعد الدعوات.
ففي آسيا وحدها أكثر من 600 مليون مسلم، واحد يدعو الله فك الحصار وآخر يريد الرزق في لعبة (البنكنوت) وامرأة غادرها أولادها في ليلة العيد بحثاً عن الشهادة في قتل أبناء خالتها فماتوا..
وفي المليون الأخير لإحصاء النفوس تتفشى الأمراض في النفس والجسد، ليتهالك ربع العالم مترنحاً ينوء بثقل العداوة والكره من دعاة تحرير البشر من وثنية القرن الجديد.
أمس وحده كان كرنفالاً ملوناً بالكلمات المتعددة المنابت، فكل مسلم دعا ربه بلغته ودونما مترجم لتدمع العين وتشف الروح بصدق الرجاء.
وكل يلقى بالعبارة لتضيق الرؤية ويصبح ملح الدمع متجمداً ليسد البصر.
مظلومون يا رب يقول مليار مسلم..
فازح هذا الظلم.. جوعى يا رب يقول الجمع، فاشبع بطوننا..
يا رب نحن رعاياك فاقم لنا في الكون ميزاناً عادلاً ينصف أرضنا ويعيد إلى عيوننا اخضرار الحرث، واحم نسلنا من ثالوث الموت المصنّع..
مليار و300 مليون نسمة تخرج من جدب أوقاتها أملا يشق الحزن ويبتهل ويترنم بأن القادم يحمل يقين الفرح لتستوي الشمس في مدارها ساطعة تبشر بيوم العيد.
إنها رسائل حب تلفظها الشفاه العطشى للمحبة، تناجي بها السماء بحلم الحياة التي نحب أن نعيشها إذا ما استطعنا إليها سبيلاً.