من محاسن الصدف أن يقترن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بعيد الفطر المبارك، فقد جاء حلول اليوم الوطني الأول في الميزان اليوم الرابع من شوال أي رابع يوم العيد إن صح الحساب، وبما أن عيد الفطر المبارك ثلاثة أيام فإننا أبناء المملكة يكون عندنا هذا العام أربعة أيام، كما أن رابع أيام العيد لكل إنسان ومحب للإسلام والمسلمين، فذكرى اكتمال توحيد المملكة العربية السعودية الكيان الإسلامي الكبير الذي أعاد للأمة الإسلامية توهجها وعنفوانها، فقبل أكثر من تسعة وسبعين عاماً أصبح للمسلمين دولة مستقلة تدير شؤون الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وتهتم بأوضاع المسلمين في مكان مع تمسكها بالشريعة الإسلامية كنهج للحياة والحكم، فأقيم أول نظام إسلامي بيد أبناء الإسلام بعد نظام الخلافة الإسلامية وأمكن للسعوديين بقيادة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أن يعيدوا للمسلمين عزتهم وثقتهم بنفسهم بعد ظهور دولة إسلامية كبرى تدافع عن قضاياهم ومصالحهم اكتسبت المشروعية من انطلاقها من أرض الرسالات، ومن أرض الوحي حيث يوجد الحرمان الشريفان، ولأنها دولة أقيمت بسواعد أبنائها وعلى نهج الرسول محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، وزاد من أهمية ذلك أن الدولة الإسلامية الكبرى اكتمل إنشاؤها وتوحيدها وقت كانت معظم -إن لم تكن جميع- الدول الإسلامية ترزح تحت نير الاستعمار، وهذا ما ميز ويميز الذكرى الخالدة لإعلان إقامة وتوحيد المملكة العربية السعودية التي من هذا المنطلق يمكن اعتبارها ذكرى يحتفي بها المسلمون كافة، وأن يكون اليوم الرابع من عيد الفطر المبارك يوماً وطنياً للسعوديين فهو تطابق مع الرغبات التي تختزنها أفئدة المسلمين، ومحاسن الصدف التي كثيراً ما تتطابق مع الرغبات الحميدة.
jaser@al-jazirah.com.sa