عيدنا هذا العام، مجموعة أعياد كل عيد يسند الآخر، ويضيف له بعدا دينيا وإنسانيا وحضاريا وثقافيا.
احتفلنا ولا نزال نواصل أفراحنا وابتهاجنا بعيد الفطر المبارك ومن محاسن الصدف أن يكون اليوم الرابع من شوال، هو الأول من الميزان، يوم اكتمال توحيد المملكة العربية السعودية والذكرى التاسعة والسبعون ليومها الوطني.. اليوم الذي لا يقتصر الاحتفاء به والاحتفال به على السعوديين فحسب، بل يتعدى ذلك إلى كل عربي مخلص ومسلم يعرف أن اكتمال توحيد المملكة العربية السعودية هو اليوم الذي يؤرخ للانطلاقة الحديثة للأمة الإسلامية في المملكة العربية السعودية من أوائل الدول الإسلامية المستقلة والدولة التي تولت ولا تزال الدفاع عن المسلمين ومصالحهم، فالذي يتابع دور المملكة العربية السعودية ومنذ إنشائها وفي كل مراحلها ومع تعاقب قادتها كان هدفها الأول -ولا يزال- الدفاع عن المسلمين في أي مكان، ولهذا فإن اليوم الوطني لهذه البلاد المقدسة هو يوم يحتفي به كل المسلمين أينما وجدوا.
ولأن إنشاء وتوحيد هذه البلاد وذكرها يستقر في وجدان العرب والمسلمين، لأن الحدث شكل إضافة مضيئة للتاريخ الإسلامي المعاصر، ولارتباط يوم التوحيد بالانطلاقة الموفقة للأمة الإسلامية حيث قادت المملكة العربية السعودية مسيرة الانعتاق من التبعية والتخلص من الاستعمار الذي كانت تعاني منه معظم الدول الإسلامية، فكان اليوم الوطني لهذه البلاد المقدسة عنوان للانطلاقة الإسلامية، وبه يؤرخ لعصر التنوير والتاريخ الإسلامي الحديث.
ولأن إنشاء المملكة العربية السعودية وتوحيدها يعد إضافة حضارية وثقافية وتنموية لما تحقق على أرضها من إنجازات شملت كل الأنشطة الإنسانية وأسهمت في تطوير وتنمية الكثير من الدول النامية الإسلامية وغير الإسلامية نرى هذا النهج يتطور ويتواصل ويتجه إلى آفاق حضارية أرحب وفق الرؤية المعرفية والمتوافقة مع نظرة استشراق المستقبل لقائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي يجسد اليوم دور المملكة العربية السعودية الحضاري والإنساني الذي يترجم نظرة الإسلام لقيمة ومعنى استخلاف الإنسان وجعله خليفة على الأرض، إذ يهدف الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في هذا اليوم هو ربط حضاري بين يوم التأسيس ويوم الانطلاق الحضاري متخذا مسارات إضافية تظهر الدور الإنساني المتنامي والثقافي والحضاري للمسلمين من خلال حاضرة المسلمين المملكة العربية السعودية.