محمود أبو بكر - الجزائر:
أفاد مصدر أمني جزائري لـ(الجزيرة) أن السلطات الجزائرية تبذل مساعي حثيثة من أجل الوصول إلى عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة الخلية المكلفة بالصحراء، ويشير المصدر إلى أن الأمر يتعلق بـ(المختار بن محمد المختار) المعروف بخالد ابي العباس أمير القاعدة بالصحراء، حيث يعتقد انه أعرب عن رغبته في تسليم نفسه شرط الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية التي استفاد منها الزعيم السابق للجماعة السلفية حسان حطاب.
ويضيف المصدر أن بلمختار بصدد التحضير لتسليم نفسه بمعية اثنين من اتباعه حيث دخل منذ فترة في ما يشبه هدنة من طرف واحد في الصحراء الجزائرية، وأن هناك مساع تتم من اجل الوساطة والتنسيق لعودته خلال الأسابيع القادمة، وحول الجهات التي تقوم بعملية التنسيق يشير المصدر (انها جهات عائلية) كاشفاً النقاب عن العنصر الأهم في هذه العملية (والذي حدد بأنه أحمد بلمختار شقيق أمير القاعدة بالصحراء).
وأوضح المصدر أن المعنيين بهذه العملية يتواجدون حاليا في منطقة (تيغارغار) على الحدود المشتركة بين الجزائر وجمهورية مالي، حيث يقيم أصهار بلمختار المنحدرين من قبيلة (الطوارق) التي تسكن الصحراء الجزائرية ويمتد تواجدها حتى الأراضي المالية.
وكشف المصدر أن الشخصين المرافقين لبلمختار هما كل من سيد بلال وهو من منطقة القبائل شرقي الجزائري العاصمة وعبد الجبار فارس من منطقة سطيف، 350 كلم شرقي الجزائر مؤكداً أنهما التحقا سوياً للجماعة المسلحة في الصحراء الكبرى في عام 2002م.
ويؤكد المصدر الأمني المطلع أن أهمية عودة بلمختار واستفادته - من العفو مقابل التوبة عن العمل المسلح وإدانته وفق التدابير القانونية التي يكفلها ميثاق العفو والمصالحة الوطنية - يكمن في أن بلمختار يعد حلقة الوصل الأهم في تجارة السلاح العابرة في الساحل والصحراء وصولاً إلى شمال القارة.
وتقدر الأجهزة الأمنية الجزائرية أن (إعلان توبة بلمختار وعودته عن العمل الإرهابي المسلح) سيكون له أثر واضح على استقرار وأمن المنطقة، وسيساهم في سيطرة الأجهزة الأمنية على تجارة السلاح الرائجة في الصحراء والساحل، فضلاً عن الجريمة المنظمة.
