تتجدد المناسبة البهية..
يزداد معها الفرح بكل أمواجه وتموجاته..
وتخضر دوائر كل ما يبهجنا ويسعدنا في هذه المناسبة الغالية..
حيث اعتدنا مع امتداد مظاهرها الجميلة أن نعبر عن مشاعرنا بأرق العواطف وأصدق الكلمات، مثلما تعبر الطبيعة عن تميزها وتفردها بأزهارها الزكية ورائحتها الفواحة..
ومثلما تتوالد الفراشات بألوانها وجمالها وحركاتها في مظهر أخاذ كما لو أنها تشاركنا ذات المتعة في هذا الجو الآسر في غناء صامت يغني مشهده الرائع والجميل عن أي صوت مسموع.
***
هكذا هو الوطن..
وهكذا هو المواطن..
غصنان جميلان زاهيان في شجرة طروب..
يعزفان للدنيا كلها أجمل الألحان في أغلى مناسبة، وفي حركات بديعة تعبر عن موقف ذي شموخ، منشدة أعذب الكلمات المموسقة، في رحلة حب ووفاء وصدق.
***
ومع اليوم الوطني..
ببهائه وجماله..
نبدو هكذا؛ فرح بلا حدود مع حركة لهذا المزيج من جماليات الحياة..
وحيث نتوسد مع ذكرى كل ما خلده التاريخ لنا من هذه العطاءات..
فخورون معه بالملاحم البطولية..
وبالإنجازات الكثيرة..
ما لا يمكن أن نخفيه، أو نفكر بأن نهمشه، أو أن نتجاهله، أو أن نتعامى عن ومضاته المشرقة.
***
فالوطن يكبر في عيوننا وجوارحنا لحظة بلحظة ودائماً..
بل ويكبر مع كل خفقة قلب تعلن عن حبها لهذا الوطن كلما حلت ذكرى يوم الوحدة وشموخ التاريخ..
وحيثما كانت حركاته وسكناته..
بناسه وأرضه..
وعندما تكون هناك حالة تذكر منصف، وتتبع صادق لماضيه، ولما انتهى المطاف به إلى اليوم.
***
هكذا إذاً نحن مع الوطن الحبيب..
عشق وغرام دائمان فيما بيننا..
وانتماء متجذر لشمسه وظله وهوائه وجباله ووديانه وكل سهوله ومرابعه، دون أن نستثني ذرة تراب من أرضه المقدسة.
***
وإذ تكن الفرحة هكذا هذا العام وبهذا المستوى وعلى هذا النحو..
حيث يمتد زهونا بهذا اليوم نحو آفاق جديدة..
فلأن.. تدشين افتتاح جامعة الملك عبدالله سوف يتزامن مع هذا اليوم الخالد، ومع هذه الذكرى العطرة، ذكرى اليوم الوطني الذي شهد أهم وأكبر وحدة عربية عرفها التاريخ، على يد الملك عبدالعزيز.
***
ومثلما قال عبدالله بن عبدالعزيز، فمن فضل الله علينا أن اليوم الوطني هذا العام سيواكب الافتتاح الرسمي لمنجز حضاري كبير ليس للمملكة فحسب ولكن للعالم أجمع، وهو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول بحضور عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة، وهو تأكيد وتجسيد لمكانة المملكة العربية السعودية ودورها في الإسهام بالمعرفة البشرية وأن يكون من ضمن الأهداف الإنسانية لهذه الجامعة أن تكون جسراً للتواصل بين حضارات العالم.
***
صدقت ووعدت ووفيت يا عبدالله بن عبدالعزيز، وقد قلت في كلمات بليغة ما لم تترك لنا معها بقية من كلام نقوله عن هذه الجامعة، وعن هذا الربط بين افتتاحها ومناسبة اليوم الوطني، وقد حملت كلماتكم من المضامين والأهمية والمعاني ما تعمدتم - على ما يبدو - أن ترسخوها في أذهاننا، وأن تقولوا للعالم من خلالها: إن دور المملكة الإنساني وإسهاماتها الحضارية ومساهماتها التعليمية يتجاوز حدود الوطن والمنطقة إلى العالم، وأن مثل هذا الدور يمثل امتدادا للتاريخ الذي يحمل رسالة التوحيد ونشر الإسلام من أقدس البقاع وأطهر الأماكن وأعزها وأغلاها إلى أصقاع الدنيا.
***
ومع اليوم الوطني..
ومع جامعة الملك عبدالله..
ها هي المملكة تواصل مسيرتها الرائدة، يقودها زعيم بعد زعيم، وجيلاً بعد جيل، في مشاهد مؤثرة بعواطفها وإنجازاتها، بالنظر إلى ما أبدعته السواعد الفتية على امتداد التاريخ في بناء وطن الحب والإباء والشموخ والعطاءات التي لم تتوقف ولن تتوقف إن شاء الله.