التعليم هو عماد أية تنمية وهو أفضل أنواع الاستثمارات قاطبة؛ فمردوده الاقتصادي والاجتماعي والثقافي يفوق أي أنواع أخرى من الاستثمارات التي عرفتها البشرية؛ ومن هنا فإن ظل التنمية لا يستقيم إلا متى أصبحت العملية التعليمية محور الارتكاز في أي مجتمع، ودون التعليم والتدريب لا يمكن أن تحقق التنمية أهدافها. والدولة - رعاها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - برؤيته الفذة، أخذت بهذا المنحى باعتبار أن التعليم والتنمية وجهان لعملة واحدة.

وإذا كانت صور اهتمام هذه الحكومة الرشيدة بالعلم والتعليم أكثر من أن تحصى فإن من أهمها افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره وتوفيقه - وبحضور عدد كبير من قادة العالم وعلمائه ومثقفيه بدعوة كريمة منه - حفظه الله -؛ لتصبح منهلاً للمعرفة وبيتاً جديداً للحكمة.. وما أولئك المدعوون إلا شهود حال على ما تشهده بلادنا الغالية من نمو وتطور سريعين في جميع المجالات خصوصاً في مجال تطوير القوى البشرية المؤهلة على أرقى المستويات العلمية بما يخدم سوق العمل.

إن هذه الجامعة تجسد إيمانه العميق - حفظه الله - بقيم الإسلام الخالدة التي تدعو إلى طلب العلم وإقامة الجسور التي تربط بين الشعوب والحضارات ورفع منارات نشر العلم والبحث العلمي والمعرفة لأجيال المستقبل.

الجميع في سعادة غامرة وفرحة كبرى بأن هذه الجامعة سوف تعمل على استكمال مسيرة التنمية بالاستثمار في العلوم والتقنية.. وخلق فرص لا مثيل لها للاستفادة من الموارد والمواهب داخل الجامعات العريقة لأبحاث الدراسات العليا حول العالم... وما من شك أنها سترسخ سمعتها كجامعة أبحاث قوية ومتكاملة ومن طراز عالمي وستعمل - إن شاء الله - على لفت الانتباه العالمي إلى مشكلات الأبحاث التي تهم المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم وإتاحة فرص العمل الواسعة وتأسيس شبكة غنية من الروابط بين مؤسسات الأبحاث والتعليم في المملكة والعالم.

والحمد لله أولاً وآخراً على ما أنعم به وتفضل، وليكن التعليم عالي الجودة هو خيارنا الاستراتيجي أفراداً وجماعات ومؤسسات؛ لنيل المقصد وضمان نتيجة الجهد وعظم المردود.. وبالله التوفيق.