لهذه المناسبة الوطنية الغالية وقفة خاصة تتوجب على كل من ينتسب لهذا التراب أن يقف لها ويستشعرها. في مثل هذا اليوم سطر التاريخ مولد أمة مع تلك الانطلاقة المجيدة التي تم فيها توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف والمختلفة التضاريس والمتنوعة في أطرها الاجتماعية والسياسية. جمع شملها القائد الإمام المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود, فوحد كلمتها ورسم نهجها ورسخ دعائم نهضتها. فمنذ ذلك التاريخ وبلادنا العزيزة تسجل نمواً وتطوراً مذهلاً توالت عليه قيادات مؤمنة ومتمسكة بنهج الإمام فتوالت الإنجازات والنقلات في شتى مجالات الحياة، شهد معها وبها المجتمع نقلة حضارية هي الأسرع من نوعيها في تاريخ البشرية حيث نقلته من البدائية إلى المعاصرة محققاً انصهاراً متكاملاً في ثقافته وفكره وسلوكه.
ونحن في هذا اليوم إذ نعيش فصلاً ومنعطفاً تاريخياً ولكنه من نوع آخر وذلك بعد أن أضاء حروفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- حيث أسس بإيمانه وحكمته تحولاً تاريخياً في مسيرة البناء والتطوير بأن وضعنا جميعاً أمام استحقاقات هذه المرحلة بالسير بنا في طريق الإصلاحات الوطنية الشاملة في نظم التعليم والقضاء والاقتصاد والمشاركة المحلية. فقد أصبح المواطن السعودي أكثر مشاركة ومسئولية في تنمية بلاده وأمنها ومستقبلها. فكان مشروع الحوار الوطني الذي كان حواراً وطنياً شمولياً لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد والذي ساهم في صدور الكثير من المبادرات الوطنية وكان من ثمرته الكثير من التوجهات الإصلاحية والتي لاقت الدعم والتأييد من المليك -حفظه الله.
وفي هذه المرحلة نشهد نهضة ومشروعات تنموية ذات بُعد إستراتيجي ستساهم في تعزيز وتمكين مجتمعنا ووطنا في رياديته إقليمياً ودولياً. ومن منجزات هذه الحقبة ما نشاهده في قطاع التعليم والتدريب, حيث أتى مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي استفاد منه آلاف الطلبة والطالبات بأن قدم لهم فرصة الدراسة الجامعية في مختلف جامعات ودول العالم المتقدم ليمنحهم التأسيس العلمي ليصبحوا أكثر وعياً ونضجاً وقدرة على تحقيق عملية التغيير المنشودة. وبالتوازي كان هناك إنجازات عملاقة شملت التوسع الأفقي في تأسيس جامعات وكليات تقنية لكل مدينة ومحافظة بعرض البلاد وطولها.
ونحن نعيش مع هذه المناسبة إنجازاً يمثل طموحاً نبيلاً لقائد هذه البلاد بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا لتكون الفريدة من نوعها كمؤسسة علمية بحثية ستساهم بإذن الله في تأسيس دعائم البحث العلمي وتوطينه محلياً.
وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها وأن يوفق ولاة أمرها لما فيه الخير والصلاح.... ودمت يا وطني...
عميد كلية الاتصالات بجدة