يحل اليوم الوطني والمسلمون يعيشون فرحة العيد والابتهاج به بعد أن من الله سبحانه وتعالى على الجميع بالصيام والقيام، سائلين المولى - عز وجل - أن يتقبل من جميع المسلمين صيامهم وقيامهم وان يجعل أيامهم فرحاً وسروراً.
أما نحن في المملكة العربية السعودية فإن هذا اليوم وهو يوم العز والمجد الذي توحدت فيه الكلمة وانطوت تحت لوائه شتات الأمة لتعيش مجداً وسؤددا في ظل راية لا الله محمد رسول الله.
إن الملك عبد العزيز - رحمه الله - ورجاله المخلصون الذين كانوا خير معين له في لم شتات هذه البلاد بعد أن كانت متفرقة، هذه التوليفة بين مناطق المملكة وتوحدها - ولله الحمد - تأتي في أوائل نعم الله سبحانه وتعالى أن جمع الكلمة وأزال عن البلاد الغشاوة والتفكك.
يأتي اليوم الوطني وقد أوصدت الأبواب وسدت المنافذ واخذ على يد العابثين والمنحرفين لتحقق بلادي تحت سمع ومرأى وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - تفرداً وسبقاً في تعقب فلول المجرمين والخارجين عن جادة الصواب والغارقين في وحل الفكر الضال، جنب الله بلادي كل شر واسرع لها بكل خير، بلادي تواجه المشكلات والأزمات بحكمة وبصيرة وبعين ثاقبة لا تنام.
يأتي اليوم الوطني وبلادي - ولله الحمد - اشد تماسكا، وابعد رأياً وألين عريكة، وأعظم تسامحاً وأكثر إنتاجاً اقتصادياً وانشائياً.
أسوق ما تقدم توطئة للحديث عما يمكن أن يطلق عليه عيد العلم والعلماء واقصد بذلك ما تم اليوم في منجز عالمي طال انتظاره وتحقق ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حرسه الله بعينه التي لا تنام، من جهود دؤوبة للرقى بالبلاد لمصاف الدول المتقدمة علميا واقتصاديا.
إن افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لهو عيد بحد ذاته ونقلة نوعية لمسار التعليم وإيذان نحو الانطلاقة لمصاف الدول المتقدمة وركب قطار الحضارة السريع، فبعد عامين من وضع حجر الأساس ها هي أمنيته خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تتحقق حيث أشار خادم الحرمين الشريفين قائلاً أثناء وضع حجر الأساس (لقد كان إنشاء جامعة للعلوم والتقنية والبحث العلمي بمعايير عالمية فكرة تراودني لأكثر من 25 عاماً).
هذه مقتطفات من كلمات ضافية لخادم الحرمين الشريفين أعانه الله وسدد خطاه.
نقول لقد وعدتم حفظكم الله وأنجزتم فلكم من شعب يحبكم أجزل الدعاء وأعظم الرجاء بأن يديم عليكم تاج الصحة وان تحظى بلادي في ظل حكومتكم بكل خير وهناء.
إن المأمول من هذه الجامعة وقد رصد لإنشائها عشرة مليارات ريال، أن تكون منبتاً حسناً للباحثين والمخترعين والطلبة النابهين وان تستطيع أن تبز وتزاحم الجامعات العالمية، وان تكون على مستوى التطلعات التي رسمت لها.
إن التدفقات النفطية ووجودها في أماكن مختلفة والثروات الأخرى التي حظيت بها المملكة لهي جديرة بأن تحول المملكة و- بإذن الله - من مجرد مصدر لاستقبال البضائع والتقنية إلى بلد ينحو نحو مدارج ومسالك الدول الصناعية والأمل معقود في أن تتولى هذه الجامعة زمام المبادرة وان تسعى جاهدة لتطوير وتقوية وتنويع قدراتها البحثية في حرمها الجامعي بحيث تكون وثيقة الصلة بالمراكز العالمية البحثية.
كل عام وانتم يا خادم الحرمين الشريفين بخير وعافية، ولتهنأ بلادي في يومها الوطني بهذا المنجز وكل عام بل كل يوم ووطني يعش إنجازاً ويرقى سلم المجد.
سعود بن عبد الله الرومي
مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة
alromis@yahoo.com