نعيش هذه الأيام فرحتين ومناسبتين سعيدتين، الأولى عيد الفطر المبارك بعد أن منّ الله علينا بصيام شهر رمضان وقيامة سائلين الله أن نكون ممن قبل صيامهم وقيامهم وشملتهم رحمته وغفرانه والعتق من النار.
أما المناسبة الثانية فهي مناسبة اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة التي قيض الله لها في هذا اليوم المغفور له بإذن الله تعالي الملك عبدالعزيز لتوحيدها تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، بعد أن كانت تعاني من انعدام الأمن وتشتت الناس وعدم الاستقرار، ولكن بعد توحيد أرجاء المملكة بمساحتها الواسعة بات الناس يتنقلون بأمن وأمان ودون خوف وأصبحت الحياة تستقر يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى أفضل حالاتها بل وسجلت نفسها ضمن أفضل وأبرز الدول استقراراً في الجانب الأمني وأصبحت هناك دول تأخذ من المملكة نموذجاً مميزاً ويحتذى به في استتباب الأمن واستقراره، وهذا يعود لفضل الله عز وجل ثم للملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بعد أن وحد هذا الكيان وجمع كلمته وواحد قبائله تحت راية واحدة تمثل أساس التوحيد وعنوان الاستقرار وروح العزة، فالحمد الله من قبل وبعد.
إن المملكة ومنذ توحيدها عاشت مراحل متعددة من التطور بدأت من الملك المؤسس مروراً بأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد (رحمهم الله) جميعاً ووصولاً للعهد الزاهر الآن الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) حيث تعيش هذه البلاد تنمية وتطور يسابق الزمن في كافة المجالات وعلى مستوى جميع مناطق المملكة دون استثناء، وقد سجل هذا العهد الذي يقوده الملك عبدالله وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز نجاحات كبيرة وخصوصاً في الجانب التعليمي بعد أن أصبحت كل منطقة فيها جامعة تمكن أبناء هذه المنطقة من إكمال تعليمهم وخدمة بلدهم، ولم يتوقف عند هذا الحد بل إن هناك أعداد كبيرة من المحافظات أقيمت فيها جامعات وأخرى يتوفر بها كليات لبعض التخصصات المهمة والتي تعود بالنفع والفائدة على دارسيها، كما أن الملك عبدالله (حفظه الله) تفضل بإنشاء جامعة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم وتحمل اسمه (أيده الله) وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي بدأت الدراسة فيها قبل أيام قليلة وستكون بإذن الله معلم بارز على كافة الأصعدة.
لقد منّ الله على مملكتنا الغالية بكثير من الإنجازات ولله الحمد نتذكرها اليوم ونتشرف بالحديث عنها فخراً واعتزازاً بما حبا به الله هذه البلاد المباركة التي أولت الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة كل الرعاية والاهتمام وأصبحت هناك الكثير من التطورات الإنشائية والخدماتية التي تعود بالراحة والاطمئنان لزوار بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل جازم وقاطع على بركة هذه البلاد وسعيها لكل ما فيه الخير للأمة الإسلامية.
في اليوم الوطني عندما نتحدث عن المنجزات التي تحققت لهذا الوطن الكبير نحتاج إلى ملايين من الكلمات والصفحات لكي ندرك ولو جزءاً يسيراً مما تم لهذا الوطن المعطاء، فاليوم نجد المدن الاقتصادية تنتشر في كل مكان من هذه البلاد، وكذلك هناك المشاريع الضخمة والعلاقة التي تنشأ في كثير من مناطق المملكة بتوجيه من الملك عبدالله والذي يقوم بنفسه (وفقه الله) بتدشينها والإذن ببدئها وهو ما يؤكد حرصه واهتمامه على كل مشروع فيه نفع وخير لهذا الوطن ومواطنيه، وبإذن الله عز وجل ستشهد المملكة خلال المرحلة المقبلة الكثير والكثير من المشاريع الخيرة والمباركة في ظل ما تولية حكومة خادم الحرمين الشريفين من رعاية واهتمام والسعي لكل ما فيه تحقيق الرخاء والعيش الكريم لأبناء هذا الوطن الشامخ بقدرة الله عز وجل ثم بسواعد أبنائه المخلصين الذين يحرصون على أن يكون وطنهم دائماً في الطليعة وفي مقدمة الدول وهو أمر تحقق منه الكثير في ظل النهضة والتطور ووفرة المشاريع التي تعيشها هذه البلاد، فنسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا بلدنا وأن يحميها من شر الأشرار وأن لا يغير علينا ما نحن فيه من نعمة ويحفظ لنا قادة هذه البلاد الذين أولوها كل جهد وعملوا الكثير من أجل رفعتها وعزتها. وكل عام وأنتم بخير.
(*) رئيس مجلس مجموعة شركات سفاري