اليوم نحتفل بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ذلك اليوم الذي وحد فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - هذه البلاد تحت راية واحدة هي (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله) اجتمع تحتها كل الناس وجعلوا منها طريقاً لبناء الوطن؛ ليصبح منارة شامخة للأمة الإسلامية، يعمل ويبني لرفعتها وعزتها؛ فالمملكة لم تكن تعرف قبل يوم التوحيد والتأسيس إلا الخوف وعدم الاستقرار وانعدام الأمن وتشتت الناس إلى أن جاء هذا اليوم المجيد الذي تمكن فيه الملك المؤسس - طيب الله ثراه - ورجاله من جمع الناس في هذه البلاد تحت راية واحدة وعلى قلب واحد وبيد واحدة مجتمعين يبنون هذا الوطن الكبير الذي بات عنواناً للعزة والرفعة ولله الحمد والمنة.
اليوم نحتفل بأننا نعيش على تراب هذه الأرض التي منَّ الله عليها بالخيرات والأرزاق من كل مكان وفي كل وقت وحين؛ فمملكتنا الغالية تعد من الدول المتطورة والمتقدمة في كثير من المجالات، سواء الاقتصادية أو التعليمية أو السياسية أو الرياضية، وغير ذلك من المجالات التي لنا فيها نصيب كبير مع الدول الأخرى. اليوم نحتفل بأن مملكتنا الغالية أصبحت ذات باع طويل في المجال الأمني وفي مكافحة الإرهاب الذي ضرب كل أرجاء العالم، إلا أن دولتنا الشامخة - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله - باتت قدوة لعدد من الدول والمنظمات الدولية التي جعلت من تجربة المملكة منهجاً لها للتعامل مع هذا المرض الخطير الذي ضرب العالم بصورة متزايدة في السنوات القليلة الماضية، حيث نجحت هذه البلاد المباركة في صد هذا المرض والعمل بإخلاص وتفان لاستئصاله بسواعد أبنائها الأوفياء والمخلصين، والحمد لله فإن النجاحات تتوالى في هذا الجانب يوماً بعد يوم.
اليوم نحتفل بأننا أصبحنا في هذا الوطن الشامخ نسجل رقماً متميزاً في سرعة إنشاء الجامعات والكليات العلمية المفيدة النافعة لهذا البلد، وها هو ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز - أمده الله بعونه - يسعد ويبهج مواطنيه وأبناء شعبه بإنشاء أكثر من جامعة في عدد من مناطق المملكة رغبةً منه في أن يقوم أبناء هذا البلد على أساس علمي صحيح من خلال تحصيل متميز عبر جامعات مؤهلة بشكل مميز.
اليوم نحتفل بأن لدينا في مملكتنا الغالية جامعة فريدة من نوعها وتعد الأولى على مستوى العالم وتحمل اسم شخصية ذات قيمة ووزن على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي سيكون لها فائدة جمة سيدركها الجميع خلال المرحلة المقبلة بإذن الله عز وجل.
اليوم نحتفل بأن لدينا اقتصاداً قوياً ومتيناً وينمو بصورة جيدة وبشكل متزايد، ولله الحمد، على الرغم من الأزمة العالمية الطاحنة التي ضربت الكثير من اقتصاديات العالم، إن لم يكن كلها، ولكن - بفضل من الله - ما زالت هذه الدولة تواصل مشاريعها وأعمالها التي ستعود بالخير الكثير على أبناء هذا الوطن الكبير. اليوم نحتفل بالمدن الاقتصادية التي تنتشر في عدد من المناطق وبها الكثير من الخيرات والفرص الكبيرة التي سيستفيد منها المواطن، سواء أكان رجل أعمال أو من خلال فرص العمل والوظائف التي ستتاح من خلال هذه المدن العملاقة.
اليوم نحتفل بالكثير من المشروعات التنموية التي سيكون لها منافع كثيرة في السنوات المقبلة بعد أن تكتمل المدة المقررة لإنشائها، وهذا - ولله الحمد - لم يكن لولا فضل الله ثم الرعاية والاهتمام اللذان يوليهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله وأمدهم بعونه وتوفيقه - لهذه البلاد ومواطنيها لتكون في طليعة الدول في الكثير من المجالات.
اليوم نحتفل بأننا سعوديون.. و(دام وطني عزيزاً شامخاً).
(*) نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات سفاري