في مثل هذا اليوم يتجدد فخرنا واعتزازنا بقصة تأسيس وطننا الغالي قبل تسعة وسبعين عاماً على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والاحتفال بهذا اليوم هو تخليد لمناسبة عزيزة على قلوبنا، إذ توحدت شبه الجزيرة العربية ذات المساحات الجغرافية الشاسعة والتضاريس الجغرافية المترامية في واحدة من أكبر صور التلاحم في هذا الوطن، وبالقدر الذي يذكرنا بعظم المنجز فإنه يُلقي علينا عبئاً كبيراً لمواصلة البناء والتشيد فإذا كنا نحتفل بهذا اليوم من باب الوفاء والتقدير لمن وقفوا خلف ذلك الإنجاز وللتذكير بما كنا وكيف أصبحنا فعلينا أن نستشعر المسؤولية لمواصلة البناء وأن يكون هذا اليوم محطة تأمل تمثل وفاء لمن قبلنا وبناء لمن بعدنا، وخلال هذه الحقبة شهدت المملكة تطوراً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية، ولا يفوتني بهذه المناسبة إلا أن أبارك خطى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتحقيق رؤيته التي راودته منذ عشرات السنين بإنشاء جامعة للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية لتكون جامعة دولية للأبحاث على مستوى الدراسات تكرس جهودها لانطلاق عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة وها هي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تفتح أبوابها اليوم لاستقبال الباحثين من جميع دول العالم.

وفي المجال الاجتماعي فقد خطت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية خلال واحد وأربعين عاماً منذ تأسيسها خطوات مباركة في مجال التأمين الاجتماعي، وتحقق لها الانتشار الجغرافي في كافة مناطق ومحافظات المملكة وأكملت سعودة جميع جهازها البشري وارتقت بإمكاناتها الآلية والمادية بما وضعها بحمد الله في مستوى عال من الجاهزية للاستجابة للتحديات والمسؤوليات الكبيرة التي تنتظرها وتطبيقها لمفهوم الحكومة الإلكترونية بشكل كامل.

إن التأمين الاجتماعي اليوم يعتبر عنصراً حاضراً في المعادلة الوطنية في المجالات العمالية والاجتماعية والاقتصادية، حيث شمل نظام التأمينات الاجتماعية كافة المنشآت، وبلغ عدد المشتركين الذين على رأس العمل أكثر من (4) ملايين مشترك، وعدد المنشآت المسجلة بالنظام أكثر من (200) ألف منشأة.

كما أولت المؤسسة الاهتمام بالفئات الأقل دخلاً وذلك بوضع حدود دنيا للمعاشات والعائدات وتيسير شروط الانتفاع بها ومراعاة حالات التقاعد والعجز والمرض والوفاة والطلاق والترمل وكل ذلك يمثل دعامة أساسية في البناء الاجتماعي والاقتصادي الوطني، فقد بلغت جملة المبالغ المصروفة من صندوق التأمينات أكثر من (55) مليار ريال، والمعاشات التي تصرف شهرياً أكثر من (573) مليون ريال يستفيد منها أكثر من (230) مستفيداً.

أما في مجال الاستثمار العقاري والمالي فالمؤسسة تلعب دوراً بارزاً في هذا المجال، حيث تمتلك المؤسسة العديد من المشاريع العقارية في كل من الرياض والمدينة المنورة وينبع والجبيل تجاوزت قيمتها ثلاثة مليارات ريال، وتساهم في العديد من الشركات الوطنية وبلغ جملة ما تم استثماره في هذه الشركات حوالي أربعين مليار ريال.

كما طورت المؤسسة أنظمتها الآلية وتعتبر من أوائل الجهات الحكومية في تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية، فأتاحت للمشتركين وأصحاب المنشآت التواصل معها آلياً عبر برنامجها الآلي (Simis)، واستخدام نظام سداد في دفع الاشتراكات للمؤسسة.

وبهذه المناسبة باسمي ونيابة عن كافة منسوبي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم ورعايتهم المتواصلة لأعمال المؤسسة سائلاً الله عز وجل أن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان والرخاء الذي تنعم به.