بفخر واعتزاز تمر بنا ذكرى اليوم الوطني الذي يواكب التطور الدائم للمملكة في جميع المجالات. فالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وضع أسس الدولة العصرية التي تستند على المبادئ الإسلامية الحنيفة، وسار على نهجه أبناؤه البررة إلى يومنا هذا، حيث نشهد تسارع عجلة التقدم والنمو في حين الأزمة المالية العالمية تهيمن على الكثير من الدول وذلك بفضل السياسات الاقتصادية والقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بدعم الاقتصاد من خلال العمل على تطوير الهيكل التنظيمي للاقتصاد الوطني والذي كان نتيجته اقتصاد وطني متين ومتعدد مصادر الدخل الأمر الذي جعل الاقتصاد يمتاز بمركز متقدم بين اقتصاديات دول العالم فلم يعد النفط هو مصدر الدخل الوحيد بفضل اللجوء إلى تنمية مجالات أخرى مثل الصناعة والزراعة والسياحة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وفي مجال صناعة البتروكمياويات نافست المملكة الدول المتقدمة في هذا المجال. ونفتخر نحن أبناء هذا الوطن الغالي أننا وولاة أمرنا وحدة واحدة في وجه كل طامع وهو ما عودنا عليه ولاة أمرنا وآباؤنا وأجدادنا فكل الوطن عائلة واحدة.
ويأتي اليوم الوطني كل سنة ليقف المواطن شاهداً على نعم الله سبحانه وتعالى على الوطن فمنذ اكتشاف النفط بدأت مسيرة البناء والتطوير لراحة ورقي المواطن، وهذه هي المشاريع العملاقة من المستشفيات والمطارات والطرق والمدارس والجامعات والملاعب الرياضية تم تنفيذها بأرقى المواصفات العالمية والمدن الاقتصادية الحديثة الموزعة على مناطق المملكة متزامنة مع المشاريع التطويرية التي تقوم بها المملكة للحفاظ على تراثنا وتاريخنا كمشروع ترميم آثار مدينة الدرعية التاريخية.
وما يشهده قطاع المواصلات في بلادنا من تطوير وتوسع في شبكات الطرق والجسور والسكك الحديدية يسر ربط أجزاء المملكة المترامية الأطراف وهو ما سهل تنقل الأشخاص والبضائع بين المدن وبالتالي زادت حركه التجارة والأعمال.
وفي نظرة سريعة لمجال الصحة نجد التطور الكبير حيث تم بناء المستشفيات بمختلف أحجامها وتخصصاتها والمراكز الصحية في الأحياء دليل على اهتمام القيادة في تقديم الخدمات الصحية لكل مواطن في أي مكان وكذلك أصبح لدينا المستشفيات التخصصية والتي تجري فيها أدق العمليات وأصبح يأتي إلى مستشفيات المملكة مراجعون من دول كثيرة مما جعل دول العالم تشيد بالنهضة الصحية وعلى التقدم الطبي العلمي والخدمي للمملكة.
والتعليم والتنمية البشرية من أولويات القيادة الحكيمة حيث أنشأت المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في جميع التخصصات، والآن توجد الجامعات في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى الجامعات الأهلية وركزت الدولة منذ الستينيات الميلادية على ابتعاث الطلبة للحصول على الدرجات العلمية وكذلك ابتعاث الموظفين للتدريب، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يدل على تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- على الاستثمار في العنصر البشري ليقوم بدوره في تطوير الحياة والمحافظة على المكتسبات الاقتصادية التي تم تحقيقها، وبفضل من الله تم تكريم الكثير من أبناء هذا الوطن في مختلف دول العالم لتفوقهم في عدة مجالات.
وفي مجال التدريب أنشئت المعاهد المتخصصة مثل المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني وكذلك صندوق الموارد البشرية والذي إضافة إلى دوره في توفير الوظائف يسهم في تدريب الشباب على رأس العمل وكذلك الدورات التدريبية المتخصصة في الإدارة والمحاسبة والتسويق وغيرها.
والاقتصاد السعودي أصبح محط أنظار المستثمرين من جميع أنحاء العالم وذلك بسبب الأمن الذي ننعم به بحمد الله ووجود جهاز مصرفي يعتبر من أقوى الأجهزة المصرفية بين الدول العربية والذي ساعد على انخفاض معدل التضخم واستقرار سعر الصرف وكذلك الإجراءات والتسهيلات التي أوجدتها الدولة لخدمه المستثمرين الأجانب والتي ستنعكس آثارها الإيجابية على السوق السعودي وذلك بتوفير الوظائف وكذلك إنشاء المشاريع التي يستفيد منها السوق السعودي.
وأتشرف بأن أقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل التهنئة بهذه المناسبة الغالية.
عبدالله بن يعقوب الرشيد
مدير عام شركة تكسلت العالمية