كل شيء تم اختزاله في جواب السؤال:
هل أنت مع أو ضد قيادة المرأة للسيارة؟
هذا السؤال الصعب السهل يضعني ومن هم على شاكلتي دون إرادة منا بين فكي كماشة، وتحت رحمة تيارين متضادين لا يرغبان أن يلتقيا، يسعى كل منهما بكل أساليب ..
..الإرهاب الفكري والنفسي أن يفرض رؤاه وأفكاره على الآخر، وأن يملي بقوة الضغط ما يريد دون أن يستنكف عن كيل التهم وتفصيل الصفات دون حساب على من يعارضه.
السؤال يختصر المسافات.
فنحن رجعيون ومتخلفون لا فائدة منا، نعيش في القرون الوسطى، لا لأننا لا نفهم كيف نتعامل مع الحاسوب والتقنية ومحدثاتها، وكيف نستثمرها في تحقيق أهدافنا وتسهيل أعمالنا، ولا لأننا لا نقرأ ونفهم شيئاً في كثير من العلوم، ونعيش مشكلات عصرنا وتقلبات ظروفه، إنما لأننا لا نؤيد قيادة المرأة للسيارة، وهذا في نظر مؤيدي هذا التيار تخلف لا تخلف بعده، وجهل مدقع فكل الأمور في حياتنا من وجهة نظرهم تقف عند قيادة المرأة للسيارة.
ونحن في الاتجاه الآخر ضالون مفرطون أتباع إبليس وضلالاته وطغمته الفاسدة، لا لأننا أهملنا صلواتنا وهجرنا قرآننا أو لم نقم أركان ديننا ونوحد ربنا ونخلص في عبادته، إنما لأننا مع قيادة المرأة للسيارة، وهذا ضلال لا ضلال بعده يخشى على صاحبه الخلود في النار.
تخيلوا معي إن تسطح الأمور، وتصنف لتكون صالحاً أو غير صالح بمجرد إجابتك على هذا السؤال البليد، لهذا أنا وغيري كثيرون لا نريد أن نوصف بالتخلف والرجعية، ولا أن نوصف بالتفريط والضلال، فلا نجد أفضل من الامتناع عن الجواب حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً... والله المستعان.
naderalkalbani@hotmail.com