في ظل تنامي مناخات التفاؤل بتواصل الانتعاش الاقتصادي العالمي، يلتقي من جديد في مدينة بيتسبيرغ الأمريكية قادة مجموعة العشرين التي تضم الدول الغنية والناشئة الكبرى.
في ظل أجواء التفاؤل يتم الاجتماع بآمال عديدة وكثيرة من الدول المشاركة من الدوائر الاقتصادية الدولية والدول النامية أن ينجح المشاركون كما فعلوا في الاجتماع السابق في استنباط توجيهات جديدة يتم من خلالها تعزيز النظام الاقتصاد العالمي الذي بدأ يشهد انتعاشاً وإن بدأ بسيطاً إلا أن استمراره يظهر أن التوجيهات السابقة للقادة آتت أكلها وحققت شرارة الانطلاق في رحلة العودة لتعافي الاقتصاد العالمي.
إلا أنه وعلى الرغم من موجات التفاؤل التي تسود أجواء الوفود في بيتسبيرغ فإن المتابعين لهذا الاجتماع الجديد لقمة العشرين يتخوفون من أن تشغل المعلومات التي كشفت عنها إيران - بوجود مصنع جديد (سري) تحت الإنشاء لتخصيب اليورانيوم - القادة المشاركين في هذا الاجتماع وتبعدهم عن التركيز على الهدف الأساسي وهو مواصلة إعطاء التوجيهات السديدة والمستديمة لإنعاش الاقتصاد الدولي من خلال إحكام الرقابة المالية على أعمال ونشاطات المصارف والبنوك العالمية والتقيد بمعايير دقيقة خصوصاً فيما يتعلق بمكافآت ورواتب المديرين التنفيذيين للبنوك والمصارف والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي استنزفت موارد تلك المؤسسات، كما أن أمام القادة معضلة جديدة أخذت تكبر بعد تفجر الأزمة العالمية، وهي تنامي واتجاه الدول لتطبيق الحمائية، وهناك دول مشاركة في القمة، كأمريكا والصين والهند تمارس حمائية منتقاة ضد سلع بعينها بحجة حماية أسواقها من الإغراق، كما أن الحاجة أصبحت ملحة الآن لإحداث توازن في التجارة العالمية يسمح لواردات الدول النامية بالتدفق لأسواق الدول الغنية من أجل الوصول بعدالة لإحداث الإصلاح الاقتصادي العالمي المطلوب.