كتب - علي العبدالله
منذ فترة طويلة ونحن نعاني في منطقة الخليج عامة والسعودية خاصة من أزمة غياب الكاتب الكوميدي المحترف في مجال السيناريو والحوار. ولعل أبرز الأعمال الكوميدية الناجحة في الخليج والتي لازالت عالقة في أذهان الجماهير اعتمد فيها أبطالها على حسهم الكوميدي وموهبتهم الفنية وكوميديا الموقف التي تنبع من اجتهادات شخصية وفريق عمل كوميدي منسجم إلى درجة كبيرة، المسلسل الشهير (درب الزلق) وكذلك (حمود ومحيميد) ومن منا لا يتذكر المشهد الذي جمع (راشد الشمراني) سائق الشاحنة مع السدحان و القصبي، واعتمد فيه هؤلاء على اجتهاداتهم الفردية.
ومع التقدم الكبير الذي شهدته الكوميديا المحلية والدعم غير المحدود وتوفر قنوات الإنتاج والعرض إلا أن المعضلة مازالت قائمة حيث يعتمد الفنان على مجهوده الفردي ظناً منه أن المشاهد لا يزال في عقلية القرن الماضي.
مشكلة الكاتب الكوميدي لا تحل بجرة قلم، بل بتضافر الجهات المعنية لاحتواء من لديهم ملكة الكتابة الكوميدية وتغذيتها أكاديمياً ليظهر لنا كتاب نعتمد عليهم ويقدمون لنا أعمالاً كوميدية تحترم المشاهد وإلا فلسنا في حاجة لهذا المخزون التراكمي الذي يعتمد عليه الممثل دون هدف (سيناري) يحدد له بوصلة دورة وشخصية، فيتحول إلى مسخ فني يقترب من (التهريج) ويتجاوزه.