لكل الدول مناسبات وطنية، وأيام وطنية تحتفل بها في ذلك اليوم تتذكر أحداث يوم الوطن وتقيم الزينات والمهرجانات والاحتفالات التي تتخللها الخطب، وهذا حق مشروع بل ومطلوب لتعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الانتماء، وهو ما يتكرر كل عام يظل المواطنون يحتفلون يوما أو أكثر ثم تمر المناسبة بعد أن أخذت حقها في الاحتفال مثل غيرها من المناسبات، ونحن السعوديين مثل غيرنا من الشعوب لا نختلف في احتفالاتنا وإحيائنا لذكرى يومنا الوطني إلا في هذا العام الذي يبقى محفوراً في الذاكرة بعد أن اقترنت ذكرى اليوم الوطني لهذه السنة، بتدشين أكبر صرح علمي أكاديمي ليس على مستوى المملكة، وعلى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم، فتأكيداً لوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والقيادة السعودية والسعوديين جميعاً لذكرى يوم التوحيد وللمؤسس الفذ الملك عبدالعزيز. ليصبح اليوم الوطني للمملكة، يوماً لإضافة أكبر الإنجازات والإضافات لمسيرة التنمية، وكم سيكون جميلاً أن نشهد كل عام وفي ذكرى اليوم الوطني إضافة علمية وحضارية بمستوى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي تطلق مسيرة التنمية السعودية إلى آفاق إنسانية وحضارية أشمل وأعم حيث يتجاوز الإسهام التنموي المحيط الوطني ليشمل العالم أجمع، فجامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية لا تقتصر فائدتها على السعوديين بل تشمل العالم بأجمعه والبشرية جمعاء في إسهام سعودي لتنمية وتطوير الحضارة الإنسانية المعاصرة.
وكم سيكون رائعاً عندما يقترن يومنا الوطني بسلسلة من الإنجازات والإضافات الحضارية بحيث يرتبط تاريخنا الوطني بالتطور الحضاري للإنسانية، فنكون من الشعوب التي تضيف للحضارة كأناس منتجين، وليس مستهلكين فحسب.
jaser@al-jazirah.com.sa