في سجف الزمان وفي حقب التاريخ الأزلية، هكذا انبثق البحر عن لؤلؤة، خالدة اسمها (أوال). وهكذا تفتقت اللؤلؤة عن واحة فريدة في البحر أو جزيرة مكتظة بالطير والنخيل، وهكذا جاء إليها التاريخ يسعى ليقدم للكون مملكة دلمون العظيمة التي شاع اسمها في الكون.
***
وهكذا كانت منذ بدء الزمان مملكة للخلود حينما جاء إليها (جلجامش) يستجدي البقاء والمكوث حتى آخر الدنيا.، لأنها كما كان يعتقد جازماً أنها مملكة للخلود، وجلجامش العظيم كان في غلوائه وشموخه يعتقد أنه سيظل ملك الزمان في العراق حيث الخبز والأنهار والخير الوفير، وكان لكي يحقق كل ذلك يلجأ إلى دلمون العظيمة آنذاك ليلوذ بسر البقاء.
***
منذ ذلك التاريخ و(أوال) تشمخ في البحر وحيدة كدرة في صحراء زرقاء، بل وتضفي اسم (البحرين) على كل سواحل الخليج العربي الكبير.
***
وفي بداية تكوين الأنظمة السياسية على ساحل (البحرين - الخليج الآن) كانت البحرين محط آمال التجار واتجاه (الطواريش) الذين يتاجرون باللآلئ الثمينة والحجر الكريم وكانت أكبر مركز تجاري في الشرق بالطبع كل ذلك حدث تحت رعاية أسرة عربية (عنزية) أصيلة هاجرت من الجزيرة العربية لتسوطن هذه الدرة الثمينة النادرة، وتلك الأسرة النبيلة هي التي أقامت نظاماً رائعاً أدار تلك الأمارة حتى تحولت إلى مملكة (دستورية) رائعة بقيادة ملكها الشاب حمد بن عيسى آل خليفة الذي أعطاها من شبابه التقدم والرقي والازدهار. لتدم البحرين مملكة عربية شامخة حتى آخر الزمان.
