هناك حكاية شعبية أو أسطورة قديمة فيها بعض المثل والعبرة؛ مفادها أن أحد الثعالب البرية أحب أن يضخم ذاته إعلامياً أمام بعض الثعالب الأخرى عندما صادف أحدها في الطريق، فذكر له أنه أحد المرافقين والمقربين من كبير الغابة أو المنطقة التي يعيشون فيها، وأن لديه ورقة بعدم المعارضة من أي طرف آخر خصوصا سلوقي الصيد وأنه لا يخشاها.. وأثناء ذلك انقضت عليهما سلق الصيد فهربا وأثناء هروبهما سأله رفيقه؟ أين ورقتك فقال: من يقرأ ومن يستمع.. وقد أصبحا على وشك أن يكونا طعما لأفواه سلق الصيد؛ لذا، فمن يقرأ ويستمع لما تبثه بعض القنوات الفضائية من مسلسلات البادية التي فيها كثيراً من تشويه الواقع والصورة الحقيقية لابن البادية.

فعلى الرغم من حقيقة قصة مسلسل سعدون العواجي، فقد أثيرت ضجة أدت لعدم اكمال عرض حلقاته في العام الماضي على قناة أبوظبي، وهذا العام تم سرقة أغلب قصائد سعدون العواجي وابنه عقاب ووضعت مادة لمسلسل فنجال الدم على mbc ونسبت لأشخاص وهميين في المسلسل، وأخذت كذلك قصائد لابن قويفل الشمري ولمقحم النجدي في حلقات ذلك المسلسل الأولى: فيا ترى.. ما هو القادم في وسط ونهاية ذلك المسلسل والقادم أعظم؟ وهل هناك من يقرأ أو يستمع ويمنع تلك المغالطات والزيف في ذلك الفنجال الذي امتلأ تلفيقاً وزيفاً وقصصاً غير حقيقية لا تمثل الواقع بأي شكل من الأشكال، بل يسرق قصائد الغير ويضعها في قصص ملفقة هدفها الربح المادي للممثلين الجهلة في تراث البادية ولبعض الفضائيات التي تعرض أعمالهم ومسلسلاتهم وخزعبلاتهم.