Al Jazirah NewsPaper Monday  28/09/2009 G Issue 13514
الأثنين 09 شوال 1430   العدد  13514

ربيع الكلمة
يوم الاستقلال السعودي!
لبنى الخميس

 

خرج أحد هواة التصوير السعوديين إلى الشارع، إلى الواقع.. في اليوم الوطني ليسجل مظاهر الاحتفال ويوثقها (بكاميراته) الحديثة العتيقة، ويعرضها بعد ذلك في مدونته الشخصية عبر الإنترنت.

من أهم المشاهد التي التقطت والتي تعتبر أكثرها كوميدية ومأساوية هي جواب أحد المحتفلين بالوطن واليوم الوطني حين سأله المصور الهاوي ما هو اليوم الوطني؟! فأجاب بثقة: يوم الاستقلال السعودي! فأضاف المصور سؤالا يقطر سخرية ودهشة، ومتى استقلت السعودية؟ فأجاب باستهتار: كنت صغيرا أو في بطن أمي أي لا أعرف!.

مثل هذا الجواب المضحك المبكي يطلق في عقولنا ومن حولنا عشرات الأسئلة.

كيف نحب الوطن ونحتفل به ونقف بإكبار وإجلال وهيبة ونحن نردد سارعي للمجد والعلياء، ونحن لا نعرفه؟! ندرس في المدارس منذ نعومة أظفارنا أن حب الوطن من الإيمان، ونكبر ونحن نحفظ عن ظهر قلب تاريخه وجغرافيته وأجمل ما كتب فيه..

ومن ثم يعيث بعض أبنائه فيه فساداً وخراباً حين يحطمون فيه ويعبثون بجماله وهيبته في يوم عرسه.

نحن نشهد اليوم تراجعا مخجلاً في مستوى ممارسة الوطنية الحقيقة..

حيث نرى تصرفات غير مسئولة تمتد بامتداد شوارع المدن التي من المفترض أنها الأكثر تحضراً وتقدماً كما في المقاهي والأزقة العامة والأسواق، سيارات تعلو أبواقها وينخدش حياء المدينة برعونة وخشونة أبنائها، رجال الأمن في كل مكان وعلى أهبة الاستعداد خشية وقوع أي حادث ناشز وطارئ.

أين الضمير الحي في نفوس من يلهجون الوطن وعشقه كأول أبجدية يلثغونها في البيت والمدرسة والحياة؟!.

ما زال البعض الكثير يعيش أزمة حقيقية بمفهوم الوطنية، وما برح الكثيرون يحبون الوطن ولا يحبونه، يفخرون به ولا يحترمونه.

حتى إن البعض يظن أنه الأكثر وطنية وعشقاً لتراب الوطن وعنوان وطنيته العريض (ارفع راسك أنت سعودي، غيرك ينقص وأنت تزودي) فتضخمت (الأنا) في داخله وتورمت حتى تمردت وأضحت أعلى وأهم من كل الخلق والله وحده يعلم لماذا!.

وإذا تابعنا بموضوعية ممارسات من تشدق بحب الوطن ومن توشح العلم السعودي في اليوم الوطني نجد أنه لا يعرف ماذا يعني أن يكون ممثلاً لوطنه وأخلاقه وكرم أهله، فتجده يحرج الناس من حوله ويساهم في خلق فوضى وضجة للفت الانتباه ويسيء معاملة الأجنبي حيث إنه الأفضل والأكرم وهو في زيادة وغيره في نقصان ولا أعمم.

الشارع والصورة قد تكون أجدى وأبلغ من الكلام..

وثلة من الشباب جل يقينهم أنهم في الشارع ليفرغوا طاقات عجزوا عن تفريغها فيما (ينفع وطنهم الذي يعشقون) ومع الأسف ليسوا وحدهم الملومين في ذلك.

فماذا قدمت الأجهزة الحكومية وبالأخص وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام، والرعاية العامة لرعاية الشباب من برامج وفعاليات لاحتواء الشباب وجعلهم يحتفون ويحتفلون احتفالا يليق بهيبة ومكانة وطن بحجم المملكة العربية السعودية.

نحن حقا بحاجة لتظافر جهود الأجهزة الحكومية وتناسق مواقفها وانسجام أفكارها.

ختاماً الوطنية باعتقادي..

هي انتماء وولاء وحب يترجم بالفعل والعمل والقلم والحلم.

ممارسة شريفة وتمثيل راق لوطن اكتسب رغما عنه مبادي الإسلام السمحة وأصالة وشهامة أهل البادية.

وطن واسع بخيره ورزقه المبارك، جميل كريم بأهله الطيبين، غني بطموحه وخطواته الرائدة والأهم من ذلك بمليكه قائد المسيرة وحبيب الشعب.

أدام الله لنا هذا الوطن متألقا ومشعاً بشعبه الطيب ومليكه الحكيم.

نبض الضمير:

وطني لو شُغلت بالخلد عنه

نازعتني إليه في الخلد نفسي

* * * *


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد