شنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الغربية حربا شعواء باسم مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وقد استجابت لدعوات أمريكا والانضمام لحلف القضاء على الإرهاب كل الدول حتى أن جميع الدول العربية والإسلامية ساهمت في تلك الحرب بقناعة أو من غير قناعة، فعدم الاستجابة للدعوة الأمريكية والتي أطلقت في عهد الرئيس السابق جورج بوش، يعني حسب التصنيف الأمريكي بأن الممتنع مؤيدا للإرهاب، فالرئيس السابق صاحب نظرية (من ليس معنا ضدنا). وكانت (ميزان) ذلك العهد.
الجميع حارب الإرهاب ولا تزال جيوش الغرب تقتل وتدمر للقضاء على الإرهاب كما يدعون.. والغريب أن الشعوب التي يقتل أبناؤها، والقرى والأماكن التي تتعرض لغارات الطائرات التي تزهق أرواح أهالي القرى يوميا بحجة مطاردة الإرهابيين إلا أن كثيرا من الأبرياء يسقطون ضحايا لهذه الغارات سواء في الباكستان أو في أفغانستان.
الغريب أن هذه الشعوب جميعهم من الشعوب الإسلامية التي وحدها حسب تصنيف الغرب (إرهابيون)، أما غيرهم فيواجهون الإرهاب حتى وإن كان الطرف الآخر أصحاب حق وقضية يدافعون عن أرضهم التي يفرض المحتلون إرادتهم بقوة السلاح.
... أمس حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود المسلحين اقتحام المسجد الأقصى والسيطرة عليه (وهي محاولة إرهابية كانت ستصنف لو نفذتها أي جماعة أخرى غير يهودية) وعندما علم المسلمون بنية المتطرفين اليهود احتلال المسجد الأقصى، انطلقت نداءات الاستغاثة من مكبرات الصوت الموضوعة على منارات المساجد، وعندما هب الشباب المسلم للدفاع عن المسجد الأقصى، انضمت قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية المتطرفين اليهود والاعتداء على المدافعين من الشباب المسلم الذين تعرضوا للإيذاء لأنهم أوقفوا إرهاب المتطرفين اليهود، فيما حظي الإرهابيون اليهود بالحماية.
صورة لما نعيشه من ازدواجية المعايير التي تسلب المسلمين حقوقهم وتحولها إلى أعدائهم، ومع هذا يطالبوننا بالقضاء على الإرهاب الذي تقوم به الجماعات المتطرفة ضد الشعوب الإسلامية، وإذا ما حاولنا الحد منه والتصدي له ألصقت بنا تهمة الإرهاب..!!
jaser@al-jazirah.com.sa