يخطئ من يرى بأن التلفزيون السعودي لم يعد ملاذاً للأسرة السعودية ولم يعد مبلغها في ظل التزاحم الفضائي العربي، وهو ظلم لجهاز التصق بالسعوديين وبات جزء من نسيجهم ومشاعرهم وزادهم اليومي، البعض انبهر بالآخرين فتنكّر لتلفزيون ظلّ ينمو وينمو بهدوء.
التلفزيون السعودي يمر اليوم بقفزة لا نبالغ حين نسميها ب(النوعية) في وقت اجتمع فيه رجالات لهم خبرة واسعة في العمل التلفزيوني وهم العمود الفقري له إلى جانب مواهب شابة هي الدماء الجديدة التي تضخ في كل شرايين التلفزيون.
في التلفزيون السعودي رجال عاصروه منذ عشرات السنين وعرفوا تفاصيله واختلطت رائحتهم بنكهته بل إنني لا أبالغ إذا قلت بأنهم قضوا فيه وقتاً أكثر من بقائهم مع أهلهم وأحبابهم، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ليس جديداً على الإعلام بل هو أحد أبنائه، وهو عاد لعشقه القديم ليعتلي هرمه ويحوله إلى قصيدة جديدة متجددة ويرغب كما نحن بأن يجعل التلفزيون السعودي المحطة الأكثر مشاهدة وأقتبس منه:
(إن القائمين على التلفزيون السعودي من الإعلاميين واصلوا بذل جهودهم الحثيثة لجعله المحطة الأكثر مشاهدة، من خلال ترسيخ الصبغة الأساسية والهوية الثقافية الحضارية والدينية للسعودية عبر قنواته المختلفة، بحيث يعكس انتماءات المواطنين السعوديين خلال الفترة التي انقضت على إنشائه وحتى الآن، والتي شهدت أحداثاً وتطورات كبيرة. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتوسع بث التلفزيون السعودي من قناة واحدة منذ تأسيسه ليبث التلفزيون برامجه المخصصة على خمس قنوات مختلفة).
الجميع يتحدث عن برنامج انطلق خلال الفترة القليلة الماضية وهو برنامج صباح السعودية حيث ابتكر التلفزيون السعودي البرنامج ليقدم على القناة الأولى، وفكرته مقتبسة من البرامج العالمية مثل (صباح الخير أميركا)، ويبث مباشرة لمدة خمسة أيام على مدار الأسبوع من السابعة صباحاً إلى 11 صباحاً بتوقيت الرياض، ويعرض الأحداث والمناسبات الوطنية، وأهم القضايا والمشكلات التي تواجه أفراد المجتمع، مع استضافة العديد من أصحاب الرأي والاختصاصيين لإلقاء الضوء على المشكلات الخاصة والعامة. ويقدم البرنامج بطريقة شيقة وجذابة كي يستمتع بمشاهدته أكبر شريحة من أفراد المجتمع.
والمتابع للبرنامج يلحظ تطورا في الأداء بشكل يومي وتسارع في الخطوات وتناغم كبير بين مذيعتي البرنامج والضيوف والمخرج ساعد على ذلك الديكور الجاذب والمتطور الذي يعطي عيون المشاهدين انطباعاً إيجابياً والأهم من كل ما سبق هو الإعداد الذي يتشح به البرنامج.
نحن لا نطلب درجة الكمال القصوى لكننا على يقين بأن جهاز تلفزيوننا يمشي ثابتا ويعزز من مكانته بين ملايين المشاهدين ويعطيهم راحة وثراء واحتراماً لا ينافسه أحد وريادة تزداد ثقة كل يوم، وهي دعوة نقدمها لجميع السادة المشاهدين لمتابعة هذا البرنامج الذي نقل للعالم صورة نقية وجميلة للسعودية فجعل صباحها باهراً.