قال امرؤ القيس:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوا

فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

كم كتبنا ونبهنا إلى أن ما يقدمه البرنامج المشؤوم في قناة أبوظبي يعكس صورة غير حسنة لقناة لها اسمها وسمعتها المهنية الجيدة.. ويعطي صورة غير حقيقية عن طموحات وأهداف القناة من الدخول في الدوري السعودي.. وانه تحول إلى مجرد برنامج للتحديات والمكابرة وافتعال المصادمات مع الآخرين وفرض الوصاية على الكرة السعودية..

الأمير عبدالرحمن بن مساعد بحدس صادق وشفافية الشاعر ومنذ الوهلة الأولى لظهور هذا البرنامج شعر أن في تركيبته خطأ ما وانه بنوعية ضيوفه برنامج غير متوازن واقترح تعديلا فيه ليكسب الثقة ويكون مقبولاً جماهيريا.. ولكن المكابرة وعدم تقبل النصح بحجة رفض الوصاية جعل البرنامج يؤدي بالقناة إلى الخروج من السوق السعودي الرياضي..

منسق القناة سعيد آل هلال خدع مقدم البرنامج أو أن المقدم انخدع له.. واحضر له ضيوفا (بعضهم) تاريخه ملطخ بالتعصب لا ينتظر منهم عدلا ولا إنصافا.. فلا أحد يجني من الشوك العنب.. لذا اقترح الأمير سلطان بن فهد وفي لقاء مع القناة تدوير الضيوف والتجديد..

ولكن مقدم البرنامج تصور أن هذا نوع من الوصاية.. ولم يستبن له أنها نوع من النصح والمشورة من مسؤول يعرف ما يقول.. خصوصا أن البرنامج وضيوفه أمضوا موسماً كاملاً ومن المعتاد التجديد والتغيير في هيكلة البرنامج.. فلم تكن وصاية وإلا لاعتبر ما يقال عن الكرة السعودية في قناة خليجية هو نوع من الوصاية..

والتشدق بالديمقراطية ودعوى ممارسة الحرية في البرنامج لا يبرر طرح بعض الآراء المتطرفة.. فالحرية لا تعني الانطلاق بتهور ودون تبصر وتمعن وقيود.. صحيح اتحاد الكرة له أخطاؤه الكبيرة.. وسبق أن انتقدناه وانتقدنا عمل لجانه ولكن لا تصل إلى المطالبة بالاستقالات لأن لهذه اعتبارات أخرى الكل يعرفها.. فما ارتكبه ضيوف البرنامج هذا نوع من التبجح بالشجاعة والحركات الاستعراضية والتي لا نراها من بعضهم تجاه رؤساء أنديتهم..

لو كان لدى مقدم البرنامج شيء من الحصافة وتقبل الرأي الآخر.. لنظر في جدوى استمرار هذا البرنامج الذي يستحق تسميته ب(خط النكبة) بعد أن نكب القناة وتسبب بحرمانها من أكثر الدوريات العربية إثارة وصخبا وضجيجا وما يتبعه من مكاسب تسويقية ودعائية واستثمارية..

ماذا لو اكتفت القناة بنقل المباريات وبرامج التحليل الفني وتغطية المناسبات.. وابتعدت عن مثل هذا البرنامج المثير للمشاكل والقلاقل.. هل سيجد أحد عليها مأخذاً أو سبيلا.. هذا إذا كان الهدف مصلحة القناة حقيقة.. أما إذا كان للقناة ومسؤوليها أهداف أخرى فهذا شيء آخر..

وإذا كان لا زال يوجد خط رجعة أتمنى من القناة أن تتصرف بحكمة وعين العقل.. وتكتفي بنقل المباريات والتحليلات الفنية.. لتحتفظ بالمتابعة الجماهيرية خصوصاً بعد دخول قناة الجزيرة كناقل للدوري السعودي..

وعلى شجعان البرنامج مساعدة القناة التي ورطوها والاعتذار عن البرنامج بعد أن تسببوا بحرمانها من نقل الدوري السعودي.. لأن استمرارهم فيه شيء من الأنانية والنظرة المصلحية بعيداً عن مصلحة القناة التي وقعت في موقف محرج بسببهم.. واسقط بيد مسؤول القناة.. لأنه لا يرغب في أي تنازل بحجة أن هذا رضوخ للضغوطات عليه..

أما إصرار الأشاوس على الاستمرار بسبب قرشين يحصلون عليها أو طلباً لشهرة فهم يحولون أنفسهم إلى معارضة رياضية في الخارج وأبواق لتوجيه الطعنات إلى الرياضة المحلية ومسؤوليها..

كرامة الاتحاد؟؟

يقف الاتحاد العميد على بعد خطوة قصيرة للوصول لدور نصف النهائي لدوري المحترفين الآسيوي.. ومع اليقين بقدرة الاتحاد على التمسك بفرصته الكبيرة بعد أن وضع قدماً في نصف النهائي.. فإن الثقة الزائدة والاسترخاء قد ترمي به خارج المنافسة كما حصل مع الكرامة السوري الذي فاجأ الاتحاد برباعية نظيفة أخرجته من المنافسة الآسيوية قبل موسمين..

وفريق باختاكور الأوزبكي ليس بحاجة لأربعة أهداف فمجرد خطف هدف واحد قد يربك حسابات الاتحاديين.. وفي عرف الكرة كل شيء وارد فالاتحاد وصل لنصف النهائي ولكن هدفا وحيدا أوزبكيا أشبه ب(ضغطة زر) قد يقلب موازين المباراة ويدخل الاتحاد في حسابات معقدة وأوقات إضافية وركلات ترجيح.. فلا يجب الركون للنفخ الصحفي والتطبيل الإعلامي الغبي.. فمن الحب ما قتل.. فالحذر حتى لا تهدر كرامة الاتحاد مجدداً..

المنتخب الكحلي!!

بسبب توقفي عن الكتابة خلال الشهر المنصرم لم أستطع مواكبة خروج المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم والتعليق عليه.. وفات الآن أوان الكتابة عن ذلك الخروج أو تلك المباراة خصيصاً.. مع إني خلال مقابلات صحفية توقعت صعوبة تأهل المنتخب بعد أن فرط بالفرصة الأسهل أمام كوريا الشمالية..

ولكن تظل المشكلة في تلك الأقلام الانتهازية التي تترقب أي إخفاق أو خسارة سعودية لتستغل المياه العكرة وتمارس تمرير آرائها السفيهة بحجة الغضب من فشل للمنتخب..

فهذه الأقلام لا تنفك من نقد المنتخب تأهل أو لم يتأهل واستمرأت التشكيك بإنجازاته لأن للمنتخب الذي يرغبونه ويعترفون به مواصفات خاصة..

هؤلاء أو بعضهم هم من وصف المنتخب عندما تأهل للمونديالين السابقين ب(المنتخب الكحلي) أو (منتخب الهلال) ومنتخب الواسطة لمجرد أن الأغلبية من لاعبي المنتخب التي أسهمت بصعود المنتخب هم من الهلال..

وبمجاراة هذا المنطق سيكون تقليص عدد لاعبي الهلال بالمنتخب هو سبب إخفاق المنتخب!!.. حيث لم يلعب في كامل دقائق المباراة مع البحرين من لاعبي الهلال سوى لاعبين اثنين فقط ياسر وهوساوي!!.. فليت المنتخب كان كحلياً أو حتى برونزياً وتأهل للمحفل العالمي..

ضربات حرة

* صباح أمس أعلن تتويج الهلال رسمياً بلقب (فريق القرن في آسيا).. والمنتظر أن تتعامل إدارة الهلال مع الخبر والإنجاز بكل إيجابية ومهنية وحس إعلامي كبير..

* هل فاز الهلال بمباراة البارحة كما هو متوقع أم فجر النصر المفاجأة..؟!.. ليصبح الفوز الأول لفريق النصر على الهلال منذ ستة أعوام.. والفوز الأول للنصر على الهلال بوجود حكم أجنبي.. والفوز الأول بوجود ياسر القحطاني.. والفوز الأول بمشاركة سعد الحارثي..

* حتى في زيارة المريض.. لا تفارقهم الشكوك والظنون السوداء.. ولكن الأمير ألجمهم بجوابه المسكت (لم أفاوض اللاعب وهو سليم فكيف أفاوضه وهو مصاب بالرباط)..

* إذا لم يسلم رئيس ناديه من سقطاته وبذاءات لسانه.. فمن الذي سيسلم؟!

* الحكم بوساكا (الذي أدار نهائي الأولمبي قبل موسمين واحتسب جزائية مشكوك بها) وجهت له مؤخراً اتهامات بقضاء الحاجة في الملعب وتوجيه إشارة بذيئة للجمهور.. وقد صرّح فيصل عبدالهادي أن استقدامه للتحكيم هنا وارد!.. وهو تصريح في غير محله فهو أتى عدة مرات وعليه ملاحظات ولا داعي للإصرار عليه خصوصاً بعد سقطاته الأخيرة..

* الحكم الأخ ظافر أبو زندة تعامل مع لاعبي الهلال بقانون لكل خطأ كرت بعيداً عن أي روح للقانون والذي طبقه فقط مع أخطاء لاعبي الوحدة.. حتى تجددت إصابة نيفيز في ظهره بسبب دخول عنيف لم ينل مرتكبه أي إنذار!..

* مطالبة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بإسناد جميع مباريات فريقه لحكام أجانب وتكفله بمصاريفهم رمى بالكرة لمرمى اتحاد الكرة والمنتظر هي الموافقة على طلب سموه.

* بغض النظر عن ملابسات تسجيل الدوخي فلجنة الاحترف خدمت النصر بمنعه من الدوخي.. فلو سجل وشارك مع عبدالغني وصديق معاً.. سيكون عمر خط الدفاع 100 عام.. إضافة للمدافع الرابع.

* أعلن الاعتزال الدولي أو لم يعلن.. فلا مكان له في أي تشكيلة قادمة بعد أن شكل نقطة ضعف قاتلة في التصفيات..

* الأستاذ محمد العبدي.. يا جبل ما يهزك ريح.. والآن بعد أن اتضح أنه تعرض لمؤامرة دنيئة.. أصدق وصف لما حصل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}