أخيرا صح الصحيح وأنصف التاريخ، وتحدثت الأرقام لغة العصر والعقل والمنطق والإقناع، وحسمت أعلى سلطة دولية في مجال التاريخ والإحصاءات لقب نادي القرن في آسيا ومنحته بكل جدارة وبلا منافس لنادي الهلال..

لقب لا يأتي في كل مائة عام إلا مرة واحدة، لم يذهب إلى الهلال بفزعة وسذاجة جماهير أو بمزاج قناة أو أهواء مطبوعة أو بأضحوكة تصويت أو بواسطة ودعم وتسهيلات اتحاد، وإنما جاء تتويجا مستحقا لزعامته ولبطولاته ولنجومه ولرجاله النبلاء والملايين من جماهيره، وحصاد لزرع وتعب وجهد وبذل وبناء عشرات السنين، وتأكيد لحضاريته ونبوغه ولسلامة منهجه وتخطيطه وأفكاره وروعة ثقافته ومبادئه وأسسه وتوجهاته..

الآن وقد قال الاتحاد الدولي كلمته بعد ما حاول الاتحاد الآسيوي من بين الاتحادات القارية الأخرى إلغائه وتهميشه لمجرد أنه يعلم مسبقا أن اللقب من نصيب الهلال، حان الوقت ليتخلص المتأزمون المتعصبون من مكابرتهم وأوهامهم ويرحمون أنفسهم وجماهيرهم ويعودون إلى صوابهم ويتعاملون مع الأمر الواقع وهو أن نادي الهلال كان وما زال (تاج رأس الكرة السعودية) وسيد وزعيم وكبير أندية المملكة والخليج والقارة الآسيوية برمتها، وبدلا من مطاردة سراب تقليعاتهم وأوهامهم، والركض المميت خلف أحلامهم عليهم أن يبدؤوا من جديد في تغيير قناعاتهم وإعادة صياغة أولوياتهم وطموحاتهم وطريقة معالجة مشاكلهم..

لقب تاريخي ليس كسائر الألقاب والبطولات يمثل للوطن كل الوطن المنجز الأرقى والأغلى والأكبر والأشهر على مستوى الأندية التي من المفترض أن تبتهج وتحتفل به لأنه ذهب بفخر واعتزاز لكبيرها وقدوتها، فهنيئا للقيادة والشعب وللرياضة السعودية بسيد الألقاب، ورحم الله باني وصانع أمجاد الهلال في القرن الفائت الأمير عبد الله بن سعد رحمه الله، شكراً لمؤسسه الشيخ عبد الرحمن بن سعيد وللأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد ولكل رئيس وعضو شرف ومشجع وإداري ومدرب ولاعب وجميع من دعم وساهم وضحى من أجل هلال يرفع الرأس ويشرف الوطن ويعتلي قمة كبرى قارات العالم..