الجزيرة- محمد المنيف:
لم يكن الفن التشكيلي المعاصر بعيدا عن الحدث العالمي الأبرز في مجال العلم والعلماء المتمثل في افتتاح مشروع جامعة الملك عبدالله العالمية للعلوم والتقنية فقد كان لهذا لفن حضوره البارز والملفت للنظر من خلال مجموعة أعمال إبداعية نفذها نخبة من الفنانين العالميين تولت الإشراف عليها واختيارها شركة مشاريع الفنون الحضرية، وهي شركة أسترالية، وقد حرصت على أن تكون الأعمال مستلهمة من علوم وفنون وتاريخ الشرق الأوسط، وتتوازى مع هدف الجامعة المتمثل في التوجه نحو عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة العربية السعودية.
جاءت تلك الأعمال كما نشر في موقع الجامعة على النحو التالي:
منارة حاجز الأمواج: يمثل هذا الهيكل صورة معاصرة لمنارة مستوحاة من التقاليد العربية البحرية القديمة وكذلك الأعمال الفنية والمعمارية الإقليمية. وتقع المنارة عند مدخل المرفأ، وترتفع في بناء شامخ. وكل لبنة من لبناتها الخرسانية المسدسة الفريدة تتشكل في نمط هندسي زخرفي يمثل عنصر الكربون الذي يمثل لبنة أساسية من لبنات الحياة على المستوى الجزيئي. (الفنانون : دانيال توبين، وماثيو توبين، وجيمي بِرّو من أستراليا).
مئذنة المسجد: الكتابة بالخط العربي المنحوت من الفولاذ المقاوم للصدأ تسطر الواجهة الخارجية لمئذنة مسجد الحرم الجامعي، تعبيراً عن التقاليد الأدبية الثرية للثقافة الإسلامية القديمة والمعاصرة. ويكمل هذا العمل البديع الجانب الروحي للموقع والغرض منه ويعبر في الوقت نفسه عن مساهمات الإسلام وإضافاته القيمة إلى الشعر، والأدب، والثقافة الغربية. (الفنان: نجا مهداوي من تونس).
الدلفين: سميت هذه القطعة باسم مجموعة النجوم التي تُرى في السماء في اتجاه الشمال، وتشمل ثلاثة هياكل من النحاس الأبيض موزعة في أنحاء الفناء المطل على البحر وهي مستمدة من رسم لأحد الفلكيين العرب يعود إلى أكثر من 1000 سنة مضت. ويقصد بهذه الأشكال توجيه المشاة، بما يشير إلى المساهمات التي قدمها علم الفلك العربي في مجال المعرفة العلمية. (الفنان : دونا ماركوس من أستراليا).
الهلال: يرتبط الهيكل البالغ طوله خمسة أمتار بعلم الفلك القديم في الوقت الذي يحتفي فيه بتأثير القمر في الثقافة العربية، وهو مصبوب من البرونز ومطلي بلون الذهب الداكن وموضوع على نفس المستوى الأفقي للشاطئ، مرتفعاً فوق سطح الأرض على قاعدته. (الفنان: سوبود كركار من الهند).
الدورة وأعلى النهر: هاتان القطعتان بنيتا أصلًا من مواد الخيزران والروطان وهما مصورتان في حرم جامعة الملك عبدالله من المعدن وتمثلان التطور من المواد الطبيعية إلى الاصطناعية التي يمكن أن تناسب جميع البيئات. (الفنان: سوبهيب بتش من كمبوديا).
الكرات السماوية: هذه الكرات السماوية المصنوعة من النحاس الأبيض، والمستوحاة من تراث عالم الأربعينيات بكمنستر فولر، تعبر عن المبادئ الأساسية للرسالة الشاملة لجامعة الملك عبدالله التي تؤكد على أهمية العلم والتقنية، والقدرة على التخيل والابتكار. (الفنان: كارستن هولر من بلجيكا).
عارض النجوم: هذه القطعة تعبير رمزي عن أن ما يرى بالعين هو خير دليل كما تعبر عن الرغبة المشتركة للإنسانية في المعرفة وتوضح الأهمية الكلية للتقنية وتعبر أيضاً عن التقدير لتراث العلماء العرب في علم الفلك. (الفنان: أوليفر فان دن برغ من ألمانيا).
الشقيقان: هذا الزورق البرونزي المطلي بطبقة ذهبية اللون والمبطن بطبقة لؤلؤية يصور أسطورة عن نجمين شقيقين ليسا دائماً على وفاق.
وتقول الأسطورة أنه عندما يُرى النجمان متباعدان، فإن الأخوين يتقاتلان ويمكن أن يتوقع هبوب رياح قوية وشديدة.
وتكون الرياح لطيفة والبحار هادئة عندما يتقارب النجمان. (الفنان: دينيس نونا من أستراليا).
بجانب العديد من الأعمال الأخرى التي يسرنا عبر هذه الإطلالة السريعة أن نحتفي بها وبهذا المشروع ونستعرض صور لبعض تلك الأعمال خلال تنفيذها وتركيبها في مواقعها في حرم الجامعة.