الرياض- خاص ب (الجزيرة)
يرى الكثير من الناس أن هناك قصوراً ملحوظاً في أداء وسائل الإعلام نحو المسابقات القرآنية، وإبراز هذه المسابقات في تلك الوسائل، سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية .. ما أسباب هذا القصور، وعلى من تقع المسؤولية في ذلك؟ ولماذا لا يهتم الإعلام بأنواعه المختلفة، ويسلط الضوء على هذه المسابقات؟
طرحنا هذه التساؤلات على عدد من المختصين والعاملين في الحقل القرآني .. فماذا يقولون؟!
قصور الإعلام
في البداية يرى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، أن المسابقات القرآنية من أهم وسائل نشر تعليم كتاب الله عز وجل وإبراز الجهود المبذولة في خدمته، حيث تقوم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى المملكة على إعداد الطلاب والطالبات للدّخول في هذه المسابقات المباركة.
والجمعيات الخيرية تقوم باصطفاء أبرز الطلاب والطالبات لديها، وهي تبرز ذلك إعلامياً داخل المناطق حسب إمكانياتها، ثم تكون التصفيات على مستوى المملكة للمسابقات المحلية وعلى مستوى العالم للمسابقات الدولية.
إلا أنه يلحظ قصور شديد من وسائل الإعلام في إبراز هذه المسابقات وتغطيتها، مع أن هذه المسابقات تمثل جانباً مهماً من شخصية المملكة العربية السعودية في حمل راية القرآن ونشره وتعليمه، والتغطية الإعلامية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب والمؤمل، فلا بد من بحث هذا الموضوع وإعداد دراسة علمية متأنية لتتضح الأسباب ثم يبدأ العلاج.
عدم وجود المتخصصين
ويؤكد د. عثمان بن محمد الصديقي المدير العام للإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم : أن هذه المشكلة نواجهها كثيراً من خلال التحكيم في العديد من المسابقات المحلية أو الدولية، وفي رأيي أن ذلك يعود إلى عدة أمور :
1- قصور التنسيق من الجهات المنظمة لتلك المسابقات مع وسائل الإعلام المختلفة، وقد يكون التنسيق ضعيفاً من خلال التعامل الرسمي فقط في إرسال المكاتبات وعدم متابعتها.
2- عدم تحمس بعض وسائل الإعلام وخصوصا المرئية والفضائية منها للفعاليات القرآنية، وتقديم غيرها عليها.
3- عدم وجود المتخصصين من الإعلاميين المحترفين في اللجان المنظمة في المسابقات.
4- ضعف الموارد المالية لتفعيل التغطيات الإعلامية للمسابقات. حيث إن العمل الإعلامي له تكاليف باهظة، وقد لا تخصص الجهات المنظمة للمسابقات الميزانية الكافية لذلك.
ولتلافي كل تلك الأسباب ينبغي العمل على إزالتها، وذلك بضرورة التنسيق المباشر مع وسائل الإعلام في التغطيات، وأقوى وسيلة في ذلك هي القنوات الفضائية المحافظة التي انتشرت ولله الحمد، ولا بد من ضرورة التواصل المسبق معهم قبل الفعاليات بوقت كاف. وتعيين لجان خاصة في المسابقات لمتابعة ذلك، وتخصيص ميزانيات كبيرة للعمل الإعلامي، عن طريق التعاقد مع الشركات المتخصصة وهي كثيرة ولله الحمد.
وإن التوجه الآن في الترويج للفعاليات ونجاحها قائم على التركيز على العمل الإعلامي، فلا بد من الاهتمام به على نحو ما ذكرت، ولا شك أن هناك جهوداً قائمة في ذلك، ولكنها لم تصل إلى الحد المأمول.
شرف المهنة
ويقول الشيخ سعود بن عبد العزيز الغنيم أستاذ القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض : إن المسابقات القرآنية من أهم الأعمال التي تنفذ خدمة لكتاب الله تعالى, لذلك هي جديرة أن تأخذ حيزاً بارزاً في وسائل الإعلام بكافة أنواعها, لكن الواقع الملموس يشير بغير ذلك, ولا بد لذلك من أسباب.
وهي - من وجهة نظري - لا تلقى على جهة بعينها وإنما لكل من يفترض منه أن تحظى المسابقات عنده بمكانة أن يدلي بما لديه فيما يبرزها في حلة ترقى إلى مستوى مكانتها وجلالة قدرها. وأولئك يختلفون حسب مسؤولياتهم.
فالذي ينظم المسابقة عليه الإعداد لها إعداداً يظهر فيه الاهتمام بما يقدم؛ من عمل التنسيق لها وتوفير المكان الملائم الذي تعقد فيه، وبذل الجانب الدعائي لها في أماكن الدعاية والإعلان التي تنتصب في الأماكن المرموقة من أكبر مدن البلاد, والإعلان عنها في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، والمواقع الإلكترونية التي تعنى بما هو مفيد. وحث وسائل الإعلام بأنواعها على المشاركة في هذا العمل الجليل وبذل ما يعينهم.
وشرف المهنة والرسالة يجب أن لا يغيب عن أعين القائمين على وسائل الإعلام الهادف، وأن يجعلوا من المسابقات القرآنية مادة إعلامية طرية جديرة بالنقل والإشادة - وهي كذلك -، وفيها - لو أرادوا - مادة للنقل المباشر، والتغطية الحية، والرسائل الإعلامية القصيرة, والبرامج الحوارية، التي تسبق زمن المسابقة والتي تصاحب انعقاد فعاليتها، والتي تأتي صدى لارتداد أثرها الرسمي والشعبي.
والأكاديميون وحملة الأقلام والكاتبون، والمعنيون بإقامة المسابقات القرآنية ومباشرة أعمالها؛ عليهم أن لا يبخلوا بما تجود به أقلامهم من مقالات, أو بحوث صغيرة تخدم هدف المسابقات, وتبرز مكانها، وأثرها في الأمة، وتحمل وسائل الإعلام على نشرها, ولإشادة بها.