قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: إننا نتطلع إلى أفق جديد رحب نجدد فيه الخطاب الديني في أطره ووسائله وأولياته، ونسعى فيه للإصلاح الشامل للمنطق والعقل والتفكير، ونروم فيه وضع أسس الوعي الإسلامي الرصين بالفقه في الشريعة الإسلامية بالنظر إلى مقاصدها وكلياتها وقواعدها، مشيراً إلى دور وزارات الشؤون الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي، ونحوها من المؤسسات والهيئات والمجالس والجمعيات الإسلامية في بلدان الأقليات في هذا الصدد.
واسترسل معاليه قائلاً: إننا حين ننظر إلى واقع الخطاب الإسلامي اليوم نجده محتاجاً إلى استشراف المستقبل والخروج من أزمة الواقع بإحياء فقه الأولويات، وفقه القوة والضعف، وفقه السياسة الشرعية في التعامل والحركة، فقد حثنا القرآن على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ)، (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)، فالإسلام يشرع مخالطة الناس، والتعامل معهم أياً كانت اتجاهاتهم على أساس القول الحسن، والفعل الجميل ما لم يظلموا أو يعتدوا.
وأكد معاليه أن التجديد في أمر الدين، والتجديد في وسائل الإبلاغ، والتجديد فيما يدخل في نطاق الاجتهاد هذا من واجبات المجتهدين والمصلحين، والمسؤولين الذين يلبون ارتباط الناس بالشرع لأنه لولا التجديد أو التحديث ونقل الناس إلى ما هو أفضل من التنظيمات، أو من الاجتهادات الفقهية وما أشبه ذلك لبقي الناس بعيدين عن هذا الدين لذاك نرى أن من اللوازم المهمة أن يكون هناك مراجعة دورية للأداء وخصوصاً في وزارات الشؤون الإسلامية في أداء الأئمة والخطاب، وفي عمل الدعاة، وفي مخاطبة الناس، وكذا الخطاب الديني في القنوات الفضائية، أو مواقع الإنترنت وما أشبه ذلك.
وأضاف معاليه يقول: يجب علينا أن نعترف أن تغير الخطاب الديني ليس بالسهل لأن الواقع في فهم الناس وخصوصاً الخطاب لكيفية علاج المشكلات هذا صعب، ويتطلب مهارة خاصة، ومستوى ثقافياً وعلمياً وشرعياً، ويتطلب اختلاطاً ببيئات حتى يعرف مستوى المخاطبين، وكيف يخاطبهم.