Al Jazirah NewsPaper Friday  02/10/2009 G Issue 13518
الجمعة 13 شوال 1430   العدد  13518
رياض الفكر
حراسة البوابة
سلمان بن محمد العُمري

 

نسمع عن الأخبار المزعجة، ونقرأ في الصحف بين الفينة والأخرى عن مشاجرات شبابية تنتهي بإزهاق الأرواح، وإصابات بليغة نتيجة استخدام الشباب للأسلحة، والأدهى والأمر حينما يتعدى ذلك إلى الاعتداء على الوالدين، أو أحد أفراد الأسرة، وكل هذا لم يكن ليحصل لولا أن هناك سلاحا بيد الشباب سهل حمله واقتناؤه بمباركة الأسرة أو مساعدتها، أو التهاون والتسامح في الحصول عليه.

وينمي هذه المشكلة، ويزيد من تفاقمها ما نلحظه في بعض المناسبات من حمل المراهقين للسلاح، والمباهاة والمفاخرة به في حفل زواج، فتجد الشباب يتنافسون في لبس حزام السلاح، وكأنهم على أتم الاستعداد لدخول معركة حربية، وليس حفل زواج!!

وتتضاعف الخطورة حينما نشاهد في صحفنا المحلية - وهي كثيرة هذه الأيام - تغطية لحفلات الزواج، وقد ظهر مجموعة من أعضاء فرق (الكوماندز) آسف (المحتفلين) ظهروا متحزمين بالأسلحة، والواجب على الزملاء المشرفين على تلك الصفحات منع نشر هذه الصور، ففي نشرها تفاقم لهذه الظاهرة، وتأييد لها لدى القائمين بها، وكأنها قبول لهذا الأمر، ثم يحدث تقليد أعمى لدى أناس آخرين فتصبح (موضة) وظاهرة.. حدث في حفل زواج في سوريا أن أبا أطلق النار في الهواء ابتهاجا، ووضع المسدس على الكرسي، فجاء ولده الصغير الذي لا يتجاوز الثالثة من عمره، وحاول وضع يده على الزناد وبصعوبة خرجت طلقة فأصابت الأب في قلبه فأردته قتيلا.

وإذا كان بعضُ أولياء الأمر في جاهلية جهلاء، وفي حماقة حينما يشترون لأبنائهم الشباب السلاح ويساعدونهم على اقتنائه، ويهيئون لهم السبل في ذلك، فإن على الإعلام عدم تبني هذه الظواهر السلبية، والحد من انتشارها، لا المساعدة عليها ونشرها بما يشبه التأييد لها، وإذا كانت بعض الأفراح قديما تستخدم السلاح لإظهار القوة أمام الأعداء، بأشكال وطرق معينة، فإن ظروف الوقت الحالي لا تسمح بمثل هذه الظواهر، فقد وحد الله البلاد، وائتلفت على التوحيد القلوب، ولم يعد هناك ما يخشى منه بفضل الله تعالى.

ثم من الواجب على الشرط والإمارات والمراكز متابعة ومراقبة قصور الأفراح، ومنع حمل السلاح في الحفلات، أو إطلاق النار ابتهاجا، فقد يتحول الفرح والبهجة إلى حزن وفجيعة إن قصدا أو عمدا أو خطأ، والأولى بصحفنا أيضا أن تطلب من كتابها تناول قضايا حمل السلاح، والتهاون به، وتكليف محرريها بإجراء التحقيقات والتقارير واللقاءات الميدانية عن هذا الموضوع، ومع الموقوفين في مثل هذه القضايا، لا أن تتيح الفرصة لنشر الصور السلبية التي ظهرت في الساحة حاليا لمن يحملون السلاح في مناسبات الزواج، وهذا الكلام ينسحب أيضا على القنوات الفضائية (الشعبية) التي كان لبعضها ضرر أكثر من النفع،والله المستعان .



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد