نحمد الله كشعوب خليجية بأن أنعم علينا بالمحبة المتبادلة وحُسن العلاقات سواء كانت اجتماعية أو رياضية أو سياسية، ولكن الحياة لا تخلو من المنغصات، ومع الأسف أنها تأتي من أبناء يدعون محبتهم وإخلاصهم لمجتمعاتهم.. ولا يخلو أي مجتمع من ذلك على الإطلاق.
وقد ادعى محمد نجيب مذيع برنامج خط الستة (ولو سمي بخط الصفر لكان أفضل لعدة اعتبارات).. ادعى أنه كسب تعاطف الشارع الرياضي السعودي من خلال برنامجه.
وهذا وأيم الله ضحك على الذقون وتضليل للشارع الرياضي نفسه؛ لعدة أسباب، أهمها أن البرنامج غير مرغوب فيه من غالبية الشعب السعودي الأصيل؛ لمعرفتنا بتاريخ مَن يشارك فيه وخلفياتهم الهشة عن الرياضة السعودية.. وإحساس الشارع الرياضي بأن معظم آرائهم انفعالية وردود أفعالهم وقتية.. بالإضافة إلى تصفية حسابات سواء مع بعضهم البعض أو مع مَن يخالفهم الرأي.
أشعر من خلال بعض المتابعات المتقطعة لهذا البرنامج بترتيب اتصالات مع أناس بسطاء لتأييد توجه البرنامج، ومع من ليس لديهم تاريخ رياضي يعطيهم الحق في اقتراح أو نقد أي حلول مطروحة لشأن يناقش ضمن البرنامج.
بودي أن أسأل: ما خلفية عدنان جستنيه ليتحدث عن الاستثمار الرياضي أو التخصيص؟ ومثله محمد الدويش!! ولماذا يظهر صالح الطريقي متشنجاً ورافضاً للرأي الآخر في معظم حلقات هذا البرنامج رغم ادعاءاته عكس ذلك، مع ادعائهم جميعا أن لديهم معرفة وحلولا لكل المشاكل الرياضية مهما كبرت؟.. لقد ساهم هذا البرنامج مع الأسف في تأجيج ورفع حالة التعصب بين المشجعين، وأظهر للناس قاطبة أن من يمثلون الإعلام الرياضي السعودي لا يحملون غير الاسم للإساءة لهذا الوسط المتطور.. ولم نجد في يوم من الأيام أي حلول معقولة ومناسبة لشأن رياضي واحد، وأصبح هذا المجال عمل مَن لا عمل له.
كما أن مشاكسات من يشاركون في البرنامج مع بعضهم تعطيك دليلاً واضحاً على عدم تقبُّل الرأي الآخر، وعدم سيادة لغة الحوار الحضاري بينهم، وأعتقد أن أحمد الشمراني يحاول بتوازن أن يطرح - على استحياء - وجهات نظر ربما تكون مقبولة في برنامج اشتهر ب(الرغي) والانفعال والحرص (المصطنع) على مصلحة الرياضة السعودية.
إن المسؤولين عن الرياضة في المملكة وغيرهم من المسؤولين في قطاعات حكومية أخرى ليسوا معصومين من الخطأ، ولكن ما قدمه وما زال يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والمسؤول عن أكثر من شأن رياضي سواء على مستوى المملكة أو الوطن العربي (لا ينكره عاقل)، والذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل، وله من الإنجازات ما يفخر به أي مواطن، وكذلك عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، هذا الشاب الطموح الذي يمثل قدوة حسنة لأي شاب سعودي أو عربي في عمله المخلص لوطنه وإنجازاته الحضارية وعضويته في أكثر من هيئة دولية وعربية، يأتي على رأسها اللجنة الاولمبية الدولية.
لقد زايد بعض أعضاء البرنامج على الوطن، وذكروا اسم قائد هذا الوطن ورمزه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حماه الله وسدد خطاه.. وهو أكبر وأعلى من أن يزج باسمه في مثل هذا البرنامج ليعطي البعض أنفسهم الحق في الإساءة للوطن بأسلوب عفا عليه الزمن ولا يقبله المواطن المخلص لبلده الغيور على سمعته.
إن التأهل لكأس العالم حق لكل دولة عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكل دولة تعمل على ذلك من خلال اتحادها.. ويصل اثنتان وثلاثون دولة فقط كل أربع سنوات، فلماذا نضع التأهل لكأس العالم مقياساً لتطور رياضتنا، وأن عدم التأهل يعني إلغاء كل منجزاتنا سواء كانت رياضية أو ثقافية أو غيرها من المنجزات؟
أكرر بأن الشارع الرياضي السعودي قادر على تمييز الغث من الجيد، وكلنا خلف قياداتنا السياسية والرياضية، ولنا الحق في نقد أي تقصير في حدود الأدب واللباقة وبأسلوب حضاري لا يسيء إلى أحد، ولا أظن أن هناك مواطناً سعودياً صادقاً مع نفسه يرضى بأن يستخدم في قناة غير سعودية للإساءة إلى وطنه وأبناء وطنه.
ختاماً، لنا عتب على المسؤولين بقناة أبوظبي الأم بأن تسمح بالإساءة إلى وطننا وإلى أبنائه من خلال هذا البرنامج وباتصالات مرتبة مع بعض مَن لا يملكون المؤهلات المناسبة لنقد الوضع الرياضي واقتراح الحلول التي يمكن أن تساهم في رقي وتطور الرياضة السعودية؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.
وفّق الله وطننا وحماه وحفظ لنا قادتنا في جميع المجالات ووفقهم للعمل الصالح، وأسأل الله أن يهدي الجميع إلى سواء السبيل.