إلى العالم الأول، كتب الأمير خالد الفيصل في تحفيزمهم لمسيرة التنمية، وهو يتابع عن قرب افتتاح جامعة المستقبل والحلم،ليصبح التحدي الأكثر تداولا الآن، والمثير أن هذا التوجه له بعد أصيل في تاريخنا،وهو خيار المؤسس عبدالعزيز المعلن منذ البدايات الأولى، وحين تواصل مع العالم الخارجي لم يتجه إلى دول في محيطنا الإقليمي، لكن اتجاهه الذي أراد فيه لدولته الحداثة والقوة،كانت لناحية الدول الأقوى في ذلك الوقت،والى الرهان المحكم للتحالفات القوية، حيث العلاقات التأسيسية المتينة مع بريطانيا،ثم بنقلة مبهرة ومدهشة إلى العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكأنه يقرأ التاريخ واتجاهاته للقرن التالي، ومن هناك بدأ تسجيل مرحلة سعودية خلقت التفوق إقليميا، لذا نقول بدهشة أن خيار المؤسس كان العالم الأول، وليس العالم الثالث في إفريقيا وآسيا، أو حتى القوى الشيوعية التي كانت خيارا مفضلا في محيطنا القومي،،ولنقل خيارا قوميا وثوريا، لكن (عبدالعزيز) كان ينظر إلى التاريخ بفراسة عجيبة ومثيرة في نتائجها،و انطلاقتها اللاحقة، وتأثيرها اقتصاديا وتنمويا وحضاريا.
صحيح ان مقاومة هذا التقدم كانت واضحة ومواجهة من قوى تقليدية ومستجدة على فكرة الدولة والريادة السياسية والتنمية والتطوير وبناء المؤسسات الا أنه لم يمهلها فرصة لإعاقة الانطلاقة، واستمر بتصميم لا يلين في البناء والتأسيس لدولة حديثة وقوية باقية، المؤسس والإمام، هو الإصلاحي الأول، موحدا مثبتا لسيادة الدولة ومؤسستها،وتلك كانت وصيته لبقاء الكيان مستمرا وشابا وحيويا في ظل المتغير.
اليوم في أعقاب افتتاح الجامعة التي قال عنها الملك بنفسه: إنها ستكون منارة علم تتمازج فيها الأفكار والعلوم، نتابع سلسلة لا تنتهي من ردود الأفعال الإيجابية، ومن قيادات وفعاليات سياسية وثقافية ونطالع رسالة سمو ولي العهد للملك وهو يشير بروح مخلصة إلى إنسانية الملك ومشروعه الحضاري للبناء والتعمير: (هذه الجامعة ما هي إلا لبنة واحدة في مشروعكم الوطني الكبير للتحديث، فلقد شيدتم المدن الصناعية، ودعمتم الأبحاث والكراسي العلمية، وضاعفتم عدد الجامعات السعودية، وبنيتم اقتصاداً يقوم على المعرفة، واستثمرتم في الإنسان تعليماً وتدريباً وتوظيفاً لأنه ثروة الوطن التي لا تنضب. ونحمد الله أن بلادنا اليوم جنباً إلى جنب في صفوف دول متقدمة، ونسير بها بجد وعزيمة نحو العالم الصناعي الأول.).
الإعجاب الدولي والعالمي لهذا المنجز والرؤية السعودية ستكون فاصلا زمنيا ثابتا في مسيرة التطوير والبناء، إعجاب يتحدث عن بلد يسير إلى أن يصبح في الصف العالمي الأول، ولنتذكر ان السعودية الآن تحضر مؤتمر نادي الـ20 كممثل عن اقتصاديات ثلث الأرض أو أكثر..
إلى لقاء.
* * *