Al Jazirah NewsPaper Friday  09/10/2009 G Issue 13525
الجمعة 20 شوال 1430   العدد  13525
مركاز
مستويات المدارس
حسين علي حسين

 

نشر قبل أيام تصريح لمدير المركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، أن المركز سيقوم (بترتيب المدارس الثانوية بنين) بناء على متوسط أداء طلابها في اختبار القدرات للأعوام الثلاثة (1428، 1429, 1430هـ) وذلك على موقع المركز، وهذا الإعلان يهدف إلى شحذ همم المدارس إلى التنافس في تأهيل طلابها والرفع من مستواهم في مجال التعليم عموماً، وفي مجال الإبعاد التي تركز علينا اختبارات المركز، خصوصاً ليحظى طلابها بفرص أكبر في النجاح في التعليم الجامعي.

وقد فهمت من هذا التصريح أن التصنيف الذي سوف تناله المدارس الثانوية الحكومية والخاصة سوف يكون مبنياً على أداء طلابها في اختبارات الغياب، هذه الاختبارات أصبح لها الآن جهابذة متخصصون في إصدارالنشرات والكتيبات وبيعها للراغبين من الطلبة، بل إن هناك الآن مدرسين خاصين يقدمون خدمات منزلية للطالب الذي يتأهل لدخول اختبار القياس، مرة واثنين وثلاثا لعل الله يفتح عليه بعلامات مرتفعة تتوازى أو تتفوق على علاماته المدرسية ليكون مؤهلاً للدخول إلى الجامعة، ليس الجامعة فقط، ولكن إلى التخصص الذي يتوق إليه والذي قد يقف حاجزا أمامه عدم حصوله على علامات مناسبة في المدرسة وفي القياس والتقويم!

هذه الطريقة الحديثة والحضارية في تلمس اتجاهات الطلاب كان ينقصها منذ البداية اهتمام مدرسي، وتأهيل جيد للمعلمين وللمدارس بالمكتبات والمعامل وصالات الألعاب والرسم والإذاعة التي تبث الأخبار العلمية والثقافية والأدبية وكذلك افتقار المدارس إلى المسارح وقاعات المحاضرات والمسابح والعيادات الطبية، وفوق ذلك تخصص حصص الفراغ لإجراء أو أخذ نتائج القراءات الحرة عبر مسابقات على قراءة وتلخيص أهم وأبسط الكتب التي تحتوي على معلومات عامة وتتميز بلغة عربية راقية، هذا (الترف) مفتقد في مدارسنا، وللأسف هو الذي يحدد شخصية الطالب، هو الذي يجعله يدخل اختبارات القياس والتقويم دون الاستعانة بصديق أو مدرس خصوصي!

مدارسنا الخاصة أغلب معلميها من فئة ألفين وخمسمائة وأغلبهم من غير المواطنين، لماذا لا نقول كلهم؟ حتى السعودي إذا دخلها فإنه سيكون من فئة ألف وخمسمائة لزوم التطفيش، مع انه في الغالب مثل إخوانه العرب، بينه وبين الثقافة العامة طلاق بائن! أما المدارس التي يتسابق بعض علية القوم على إدخال أبنائهم إليها فهي تتميز بالصرامة في الدخول والخروج ولا زيادة في الإطار العام للعملية التعليمية الروتينية التي أصبحنا نسير عليها منذ ثلاثين عاماً، وهي التي جعلتنا لا نرى الكتب والمسرحية والمسبح والإذاعة المنوعة إلا خارج أسوار المدرسة!

مدارسنا بحاجة لأن تكون وعلى رؤوس الأشهاد مثل الفنادق، من فئة النجمة الواحدة وحتى الخمس نجوم، هذا التقويم مهم، وسوف يحرص أصحاب العقول النيرة من المستثمرين في العملية التعليمية على أن تكون مدارسهم محط الأنظار، أنظار أولياء الأمور والجامعات، وهذا بطبيعة الحال لن يكون إذا لم تتولى وزارة التربية والتعليم وضع إطار عام لما ينبغي أن تكون عليه المدرسة، الحكومية والخاصة، لقد كانت في بلادنا مدارس حكومية وليست خاصة من فئة الخمس نجوم، كانت هذه المدارس تضم في صالاتها وممراتها أفضل اللوحات التي يرسمها الطلاب وكان بها حديقة عامة وأخرى للطيور والحيوانات وبها مسرح وإذاعة وكان مديرها مثل القائد الحربي بين الممرات عندما يسير فيها متفقدا الفصول والنظافة وانضباط هيئة التدريس والطلاب، هذه المدارس كان الدخول إليها بالواسطة، الآن أصبحت مثلها مثل غيرها، لقد تساوت الرؤوس، فأصبح عم أحمد مثل الحاج أحمد!

أعيدوا لنا مدارس زمان، واجعلوا جائزة لمن يصل لمستواها، جائزة ترفع المدرسة ومديرها في كل خطوة إلى الأمام.. درجة!

فاكس 012054137



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد