توطيد العلاقات السعودية - السورية سينعكس إيجابياً على العالم العربي كله، وليس على المملكة وسوريا فحسب؛ لأن كلاً من البلدين الشقيقين له ثقله في المنطقة والعالم، وأي تقارب بينهما - وهو الشيء الطبيعي في العلاقات بين الإخوة - سيعطي دفعة قوية للعلاقات العربية - العربية نحو مزيد من الترابط الذي نحن في أمس الحاجة إليه؛ فزمننا الحاضر هو زمن التكتلات، ونلاحظ أن مختلف المناطق في العالم تتجه نحو تعزيز تكتلاتها، وكل دولة تسعى للدخول تحت راية جماعية تحقق لها مصالح أكبر مما لو بقيت منفردة. والعرب أكثر من غيرهم يمتلكون كل مقومات الترابط؛ فتاريخنا مشترك وثقافتنا متطابقة وقضايانا واحدة؛ ولذلك فإنه من الطبيعي أن تكون العلاقات فيما بيننا أقوى من أي علاقة بين أي دول في العالم.
ولا يعني ذلك أن وجهات النظر بين الدول العربية تجاه القضايا المختلفة يجب أن تكون متطابقة؛ فهذا أمر غير واقعي، ولا يمكن تصوره، ولكن ما نطالب به هو ألا تطغى الخلافات إلى حد تصل فيه العلاقات الأخوية بين العرب إلى القطيعة، أو التنافر أو إساءة الظن. ويمكن حل أي خلاف عبر تبادل وجهات النظر وتغليب المصلحة العربية والإسلامية على أية مصلحة أخرى، والبعد عن التخوين وإساءة الظنون.
ونتوقع أن تشهد المرحلة القادمة حلحلة في كثير من القضايا العربية العالقة؛ لأن العلاقات السعودية - السورية هي حجر الزاوية في العلاقات العربية - العربية، فمتى ما تم تعزيزها يمكن التوصل إلى حل لكثير من القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في لبنان وغيرهما من القضايا.
والذي تأمله الأمة العربية أن تعود العلاقات السعودية - السورية بعد القمة التي أشعلت الدفء لهذه العلاقات من جديد وأن تكون نموذجاً تحتذي به الدول العربية في علاقاتها بعضها مع بعض، وهذا ما نرجوه جميعاً.