الطائف - فهد الثبيتي
أطلق شاب (24 عاماً)، يحمل رشاشاً ويعمل ممرضاً، مجموعة من الأعيرة النارية على 11 شخصاً داخل استراحة في حي السر، توفي أحدهم عند محاولة نقله وإسعافه إلى المستشفى، فيما أطلق النار على شخص آخر في محطة وقود بعد مفرق بني سعد جنوب الطائف.
وفي التفاصيل أن الشاب الجاني اقتحم إحدى الاستراحات بمنطقة السر ليتفاجأ من يوجد بداخلها وهم عشرة من الشباب بوابل من الطلقات النارية التي أصابتهم في مواقع مختلفة من أجسادهم، منهم من تلقاها في بطنه، ومنهم من أُصيب في رأسه وقدميه ويديه، ولم يتمكنوا من الهرب، وتعالت صرخات الاستغاثة فيما لطخت آثار الدماء أنحاء المكان.
بعدها استقل الجاني سيارته (جمس) مُتجهاً إلى إحدى محطات الوقود بعد مفرق بني سعد، قاصداً رفيقاً له، الذي تُشير المعلومات إلى أنه كان قد اتصل به على هاتفه الجوال بعد أن افتقده بالاستراحة، واتفقا على اللقاء ببعضهما عند محطة الوقود، وعند خروج المجني عليه (أ. م. س - 23 عاماً) من سيارة يستقلها من نوع فورد قاصدا الجاني أطلق عليه الجاني عيارات نارية أردته قتيلاً داخل المحطة، على مرأى من الناس الذين فروا من هول الواقعة، فيما تمكَّن هو من الهرب بعد أن أبلغ بنفسه عمليات الأمن عن الجريمة التي ارتكبها.
وهبَّت الجهات الأمنية لمباشرة الحالة، فيما بادر الجاني بتسليم نفسه إلى مخفر شرطة السر وبحوزته الرشاش ومعه مخزنان مليئان بالرصاص، وكانت دوريات تلاحقه للقبض عليه.
ويخضع القاتل حالياً للتحقيق لدى البحث الجنائي الذي تسلمه من المخفر؛ من أجل معرفة الدوافع التي جعلته يُقدم على هذه الفعلة النكراء، التي استنكرها الأهالي الذين خرجوا من منازلهم وتجمعوا في مواقع تنفيذ الجريمة الأولى، فيما تجمع آخرون عند المستوصف الأهلي بالمنطقة الذي استقبل المصابين، وقد تمت إحالة بعضهم إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف، ومنهم من تمت إحالته لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بسبب سوء حالته الصحية الخطرة؛ حيث أُدخلوا العناية المركزة بعد إجراء عمليات جراحية أثبتت وضعهم الحرج طبياً. وقد أعلن المستشفى فيما بعد وفاة أحدهم (ف س ـ 25 عاماً) متأثراً بإصابة بليغة تركزت في بطنه.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها (الجزيرة) فقد كان هناك خلاف مسبق بين الجاني وبعض من أصابهم، وجميعهم من قبيلة واحدة، ما عدا الجاني، وتطور الخلاف لمُضاربة قبل عدة أسابيع؛ كونهم أصدقاء ويجتمعون سوياً بالاستراحة، لكن يبدو أن الجاني قرر تصفية حساباته معهم عن طريق الرشاش، وذلك على الرغم من أنه تم الصُلح بينهم قبلياً.
إلى ذلك فرضت الجهات الأمنية أطواقاً أمنية على موقعَيْ حدوث الجريمة، وقد شهدت الاستراحة حضوراً أمنياً كثيفاً ضم قيادات أمنية، من بينها مدير الأمن الجنائي ومدير الأدلة الجنائية ومدير البحث الجنائي، وتواجد مباشر من مدير مخفر السر المقدم محمد العصيمي، وعدد كبير من الضباط والأفراد، وقد تم جمع فوارغ الرصاص وعمل الإجراءات الجنائية الأمنية المعتاد اتباعها في الحوادث المُشابهة، كما تم فرض طوق أمني آخر على موقع الجثة التي ظلت مُلقاةً بداخل المحطة البترولية إلى حين حضور الأدلة الجنائية التي قامت بمهامها من حيث التقصي والتتبع الجنائي والعثور على فوارغ طلقتين من الرصاص بجانب الجثة المضرجة بالدماء قرب سيارة القتيل، فيما عاين الطبيب الشرعي الجثة، وتم نقلها إلى الثلاجة.
الناطق الإعلامي بصحة الطائف بالنيابة سراج الحميدان قال في تصريح له إن هناك 9 حالات مُصابة وصلت إلى مستشفى الملك فيصل، وتم التعامل معها طبياً.