لقاء - خالد الدوس
** في الأسبوع الماضي وعبر الحلقة الثانية.. تحدث المؤرخ الرياضي المعروف الزميل محمد القدادي عن أبرز الأحداث الرياضية التاريخية في المنطقة الغربية وقيام الرياضة داخل دهاليزها.. سواء في منطقة مكة المكرمة أو في مدينة جدة.. وكان حديثه التاريخي الذي خصَّ به (الجزيرة) المدعم بالوثائق التاريخية والصور النادرة والمعلومات الثرية.. تضمَّن البدايات الأولى لقيام الأندية في المنطقة الغربية ومنها بالطبع نادي الاتحاد المخضرم أول نادٍ تأسس في المملكة في الأربعينيات الهجرية من القرن الفارط إضافة إلى أندية الأهلي والوحدة.. وأندية أخرى..
** واليوم وعبر الحلقة الثالثة نسلط الضوء على أبرز ملامح قيام الرياضة في منطقة المدينة المنورة.. يكشف خلالها مؤرخنا الرياضي الكبير أوراقاً من تاريخ الحركة الرياضية في طيبة الطيبة.. إلى نص الأحداث التاريخية التي تمخضت قبل ما ينيف عن 60 عاماً ويرويها ل(الجزيرة) الزميل المؤرخ محمد القدادي:
البداية في الأربعينيات!
* بدأت الرياضة في المدينة المنورة في النصف الثاني من عقد الأربعينيات الهجرية من القرن الفائت عن طريق الجاوة الإندونيسيين الذين كانوا يلعبونها في الباب الشامي.. لكنهم عرفوا الكرة قبل ذلك التاريخ بسنوات من خلال لعبة كانت تُسمى الرامة حيث كان اللاعبون يعملون دائرة منهم وفي الوسط من يوزع الكرة عليهم.
يقول رائد الحركة الرياضية بالمدينة المنورة حسن صيرفي في حديثه لي والكلام (للقدادي) إن والده عمل له اشتراكاً بقيمة (15 قرشاً) ليلعب مع لاعبين في المدينة عرفوا الكرة عام 1348هـ وكان عمر الصيرفي آنذاك 12 عاماً وعندما تأسست مدرسة دار الأيتام عام 1352هـ شكَّلت لها فريقاً رياضياً كان يتمرن عصر كل يوم على كرة الشراب في الداوودية بباب الشامي!!
* كان يدرب الطلاب في تمارينهم محمد الشاوي صاحب الخبرة وكان يلعب مع فريق الأيتام حسين ظاهر، محمد أمين الروزي، فهد سند، مصري حمزة، عمر حيدري، ولعب طلاب المدرسة الأميرية كرة القدم عام 1350هـ حين خرجوا في رحلة مدرسية ومعهم أستاذهم محمد حسين زيدان بعد ان اتفق الطلاب على ان يشتروا هذه الكرة التي كانت قيمتها ستة ريالات وقد تبرع بقيمتها الطالب حسن صيرفي الذي كان حال أسرته ميسوراً وكان له شأن كبير في تاريخ نشأة الرياضة في طيبة الطيبة منذ ذلك التاريخ.
انتعاش الرياضة
* في عام 1357هـ اجتمع الرمز الراحل حسن صيرفي ومحسن حكيم وبدآ يفكران في إنشاء فريق رياضي منظم لإنعاش الحركة الرياضية في المدينة المنورة بجانب مدارس الأيتام والمدرسة الأميرية والجاوة حتى تنهض الرياضة لأنها كانت شبه متوقفة عام 1353هـ لمعارضة المجتمع لها وكان اللاعبون يذهبون حباً في مزاولتها إلى خارج المدينة.
بدأ حسن صيرفي بالاتصال بزملائه القدامى سواء في مدرسة دار الأيتام أو غيرهم من محبي هذه اللعبة وقد اجتمع معه لتنفيذ هذه الفكرة محمد الشاوي - غالب سمان - حسن عمران حبوري - عبد الوهاب بافقيه - إبراهيم مفتي - عبيد ترجمان.. كمشجعين للرياضة.
* وبدؤوا تمارينهم في موقع يسمى التمّار بفريق اسمه التعاون والتحق بالفريق في وقت آخر غازي حشاني، محمد صيرفي، علي دقاق، عظيم بخاري - حمزة مصري - عمر الحيدري - محسن حكيم - فهد سند - خالد زهدي - حسين ظاهر - محمد عالم أفغاني.. وهؤلاء كانوا يزاولون رياضتهم المفضلة بثيابهم وعمائمهم لان كشف الرؤوس في ذلك الوقت كان من العيب وكذلك رفع الثياب!!!
أما المتحررون فيرفعون ثيابهم ويلعبون جميعاً بدون أحذية (حفاة)!!! اما عرض المرمى فكان لا يتجاوز مترين.
انهيار التعاون!!
* اختلف الصيرفي ومحسن حكيم بعد أربع سنوات من تأسيس الفريق وكان ذلك عام 1361هـ.. وترك محسن حكيم الفريق الوليد وأعقبه الصيرفي وتبعاً لذلك انهار الفريق (التعاون) وسبب ذلك إصرار الصيرفي على استخراج صك للأرض التي كان يلعبون عليها واقترح بعض المصروفات لإحياء الأرض إلا أن محسن حكيم عارض ذلك لحاجة الفريق لتلك الأموال.
* وفي عام 1363هـ قرر الجميع العودة مرة أخرى للعب من جديد في (باب قباء) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.. وجاءت هذه العودة للرياضة في طيبة الطيبة بشكل مختلف فيه شيء من التنظيم الجاد والعمل والاقتباس من منطقة مكة المكرمة التي كانت متطورة كروياً آنذاك ودخلت الملابس الرياضية لأول مرة إلى المدينة المنورة، وبدأ اللاعبون يخططون الملعب بالفحم وكان من أبرز اللاعبين الذين عادوا للعب لفريق التعاون هم حسن صيرفي - محسن حكيم - عمر حيدري - محمد صيرفي - الأزهري - خالد زهدي - غالب سمان - فوزي التركي - ضياء - مصري حمزة - فهد سند - عبد العزيز مسلم - حسن حمودة.. ثم انضم إليهم محمد سنبل، محمد عالم، خالد حافظ، احمد شناق، عبد الرحمن أفندي، حسن دقاق.
تأسيس طيبة
* لم تستمر هذه المجموعة طويلاً ففي نهاية عام 1364هـ اختير عبد الرحمن ترجمان رئيساً لمجموعة أُطلق عليها اسم (طيبة) كفريق جديد لا علاقة له بفريق التعاون انضم إليه كل من محمد صلاح - عبد الله شحات - النص - حسن عطا الله - وهؤلاء كانوا قد وصلوا من جدة في منتصف الستينيات الهجرية وطلبوا اللعب في فريق طيبة الذي كان حسب الاتفاق الذي أُسس عليه الفريق لا يلعب فيه غير المتعلمين تعليماً رسمياً فقط وإزاء ذلك اتجهوا إلى حسن صيرفي الذي اتفق معهم على تأسيس فريق جديد يستطيعون من خلاله ممارسة هوايتهم وفي نفس الوقت ينافسون الفريق الآخر وهو (طيبة).
الصيرفي تزعم الفتح
* لاقى الفريق الجديد الذي أسموه (الفتح) ترحيباً كبيراً وتزعمه حسن الصيرفي.. وكان هذا الفريق الوليد يتدرب في باب قباء وانضم له كل من خالد زهدي والأزهري ومحمد صيرفي وغيرهم من أبناء المدينة المنورة مثل حسن دقاق - أديب صقر وعبد الرحمن أفندي - إبراهيم البسام - محمد سنبل - علي عويضة.. وكان أول رئيس للفتح هو حسن صيرفي -رحمه الله-.
- وفي أوائل الستينيات الهجرية تم افتتاح المدرسة الثانوية في المدينة المنورة وساهمت في تزويد الفريقين (طيبة والفتح).. بلاعبين وساهمت بالتالي في تغذية التنافس الرياضي.
تبادل الخبرات
* استقبلت المدينة المنورة في عام 1369هـ أول فريق رياضي خارج المدينة وكان صاحب الدعوة فريق الفتح الذي استضاف فريق (وج من الطائف) وهو الفريق المنظم الذي كان يقوده الشاب المتحمس نايف العصيمي وتحمل جميع مصروفات الفريق في هذه الرحلة إلى طيبة الطيبة.
- كما استقبلت المدينة ثاني فريق رياضي زارها عام 1370هـ وهو فريق الضلاع الرياضي من جدة.
دعم رائد الرياضة
* مع نهاية ربيع الأول من عام 1370هـ كان الفريقان الكبيران في المدينة المنورة هما فريق طيبة وفريق الفتح.. طبعاً لم تكن الرياضة في المدينة بعيدة عن اهتمام رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله- خصوصاً أن الأمير عبد الله السديري وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة آنذاك ونجليه مساعد وعبد الرحمن كانوا يولون الرياضة في تلك المنطقة الاهتمام الكبير لكن فريق (طيبة) كان هو المستحوذ على الاهتمام الأكبر نظراً لأقدميته عن فريق الفتح بعدة سنوات فكتبوا إلى الأمير عبدالله الفيصل يطلبون منه العون في مسألة إيجاد مدرب للفريق في شهر ربيع الآخر من عام 1370هـ فاستجاب لهم فوراً وأمر -رحمه الله- تأمين مدرب لفريقهم.. كما أن الأمير عبدالله السديري قدَّم لفريق طيبة بدلاً رياضية على حسابه الخاص ووافق على انضمام ابنيه مساعد وعبد الرحمن كأعضاء ولاعبين في الفريق في نفس الشهر.
أُحد المدينة
* لكن فريق الفتح كان يواصل إجراء تدريباته ومناوراته بين فرقتيه (أ - ب) حتى يثبت قدرته أنه الفريق الحديث والأقدر على الفوز.. وما لبث الفتح أن غيَّر اسمه باسم جديد هو (أُحد) وهذه لها قصة أذكرها بشيء من التفصيل:
طلب فريق الفتح من طيبة إقامة مباراة ودية فكان رد أفراد فريق طيبة الرفض لأن فريق الفتح غير رسمي على حد قولهم!! فاجتمع مجلس إدارة الفتح وقرروا إسناد مهمة تسجيل الفريق رسمياً إلى حسن صيرفي الذي كُلف بالسفر إلى جدة لمقابلة رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل ويطلب تسجيل فريقهم ويحظى بدعمه.. وقبل دخوله عليه -رحمه الله- في مكتبه بجدة سلم الصيرفي لسكرتيره الخاص ورقة فيها بيت من الشعر قال فيه:
مولاي جئت من المدينة
ليس لي قصد سواك
فاذا أذنت فاني
في الباب منتظر لقاك
وبعد أقل من ربع ساعة قابل الصيرفي سموه وشرح له الأمر فرحب الأمير الراحل بالزائر والزيارة وتفحص خطاب مجلس إدارة الفتح الموجه لسموه وتناقش مع الصيرفي في أن يكون اسم الفريق (أُحد) فوافق.. بعد أن أحال رائد الرياضة الخطاب إلى معالي رئيس الديوان الملكي وخطاب أيضاً موجه للأمير عبدالله السديري وكيل أمير المدينة المنورة والخطاب الثاني يتضمن الموافقة على تأسيس نادي أُحد.
بداية المنافسة
* في شهر شوال عام 1370هـ أُقيم أول لقاء جمع أُحد وطيبة على ملعب الأخير.. وكان هذا اللقاء بداية لاشتداد حدة المنافسة بين الفريقين.. وفي نهاية ربيع الآخر من العام ذاته شكَّل فريق طيبة مجلس إدارة جديداً كالتالي: عبد الرحمن ترجمان رئيساً.. ويوسف كردي أميناً للصندوق، عبد الكريم بري محاسباً، وعبد المحسن حكيم سكرتيراً، وعمر الحيدري أمين المستودع، وعضوية كل من عبد الله زاهد وسالم بامجري وغالب سمان وتكوّن مجلس أعلى برئاسة معالي وكيل أمير المدينة المنورة وعضوية عبدالعزيز الخريجي والدكتور محمد علي الشعران والسيد حبيب محمود أحمد وأمين مدني وعبد العزيز أسعد وعلي حافظ وإبراهيم عطاس وتعيين (عباد طوالة) مشرفاً عاماً للمجلس الأعلى، وكان ذلك قبل أن يلتقي فريقا طيبة وأُحد.. وقد حضر هذه المواجهة الأولى سمو الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز أثناء زيارة له للمدينة المنورة (قبل أن يعود إليها بعد 15 عاماً) تقريباً كأمير للمنطقة، كما حضرها وكيل المنطقة عبد الله السديري وكان الفوز لصالح الفريق الجديد (أُحد) وقد تبرع الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز لأفراد الفريقين بجوائز.
- وبمناسبة عودة الأمير عبد الله السديري من السفر أقام فريق طيبة مناورة في شهر ربيع الأول عام 1371هـ بين فريقيه وأعقبه فريق أُحد وأقام مناورة أيضاً بين فريقيه وقد تبرع في هاتين المناسبتين كل من عبد العزيز كعكي وسالم بامحفوظ لأفراد الفريق بألف ريال تشجيعاً لهم.
وفي شهر ربيع الآخر عام 1371هـ التقى الفريقان أُحد وطيبة بدعوة من طيبة.. وكانت المباراة على ملعب باب الشامي وفاز طيبة 3-2 وقدم الأمير عبد الله السديري للفريق الفائز ساعة يد و500 ريال والحقيقة أن رعاية الأمير عبد الله السديري وكيل إمارة منطقة مدينة المنورة لم تشمل فريق طيبة لوحده بل إنه أمر في شهر جمادى الأولى عام 1371هـ بتأمين كل ما يحتاجه فريق أُحد من ملابس وأدوات رياضية على حسابه الخاص ولم ينته جمادى الأولى من الموسم ذاته إلا وأعلن الصيرفي استقالته من رئاسة نادي أُحد وتم تشكيل مجلس إدارة جديد برئاسة حسن دقاق وحمزة جليدان نائباً للرئيس ومحمد ستيل عضواً وسكرتيراً ومفتشاً للحسابات وعضوية كل من:
أديب صقر وعبد الكريم بري وعلي عبد الرحيم عويضة وشرف حافظ وإبراهيم البسام وصادق أزهري أميناً للصندوق وخالد زهدي مأموراً للمستودع وعبد السلام أبو خضرة ومحمد صيرفي مدربين.. ومحمد صلاح حكيم رئيساً للاعبين وعلي شويل.. وأصبح فريق أُحد يجتذب الكثير من أعضاء فريق طيبة ووجوه المجتمع.
الاتحاد والأهلي!!
* كانت الجماهير تتنابز بالشتائم والسب والاستفزاز كل تجاه الآخر لأن اسم أكبر فريقين في المدينة يحملان معنيين عظيمين في الإسلام.. لذا قرر أعضاء فريق طيبة وفريق أُحد تغيير اسميهما حفاظاً على عدم المساس بالمعاني الإسلامية في تنافس على الكرة وانتقدت ذلك جريدة المدينة في عددها 419 الصادر في 20-4-1371هـ وأصدر الفريقان كلا على حدة في أوائل شهر جمادى الأولى عام 1371هـ بيانين فكان بيان فريق طيبة كالآتي:
(اجتمع أعضاء فريق طيبة الرياضي وتقرر تبديل اسمه باسم فريق الأهلي الرياضي وتقرر إثر ذلك ما يلي:
الأمير مساعد السديري رئيساً لمجلس الإدارة
الأمير عبد الرحمن السديري نائباً للرئيس
مصطفى أبو حمدة مستشاراً فنياً
محمد شوقي مدرباً للفريق
علي الأبيض رئيساً للجنة الفنية
عقيل توفيق محاسباً
عبد الله زاهد أمين صندوق - عبد الرحمن رفه مديراً للملعب وعضوية كل من صالح رفه وعبد الله ياسين وعبد الكريم صوينع وعبد الحميد الكروي.. وقد تبرع مساعد السديري للفريق ب (24) بدلة ممتازة للمباريات بكل لوازمها.
* أما بيان فريق أُحد فكان مختصراً جداً تضمن أن سكرتارية فريق أُحد الرياضي اجتمعت وقررت استبدال اسم أُحد ليحمل اسم (الاتحاد) وأصبح أكبر فريقين في المدينة المنورة يحملان اسم الأهلي والاتحاد.. وهذا الاختيار لم يأت من فراغ إنما جاء تأثراً بالتنافس الذي بدأ في جدة بين فريقي الأهلي والاتحاد.
* وجاء اختيار الفريق الأهلي المدني لهذا الاسم نظراً للدعم المباشر الذي كان يقدمه رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل لفريق طيبة.. وسموه الذي كان قبل ذلك التاريخ بسنتين على الأقل قد احتضن أهلي جدة وأهلي القاهرة.
الاستعانة بنجوم الغربية!!
* ولم تمر هذه المناسبة بدون مناورة يجريها فريق الاتحاد بمناسبة تغيير الاسم ولعب الاتحاد المدني (أُحد) مع فريق المدرسة العسكرية بالطائف في 12-5-1371هـ وفاز الاتحاد 3-2 ولعب فريق طيبة مباراة مختلطة مع الفريق الضيف حضرها الأمير عبد الله السديري.. وفي 2-6-1371هـ لعب النادي الأهلي (طيبة) مع المدرسة الثانوية بالمدينة وفاز الأهلي 1-0 وحضرها الأمير مساعد السديري وفي 20-8- 1371هـ لعب الأهلي والاتحاد بحضور الأمير عبد الله السديري وانتهت بالتعادل 1-1.. وفي هذه الفترة استعار فريق طيبة كلا من دانا دانا ومعاوية من أندية مكة المكرمة أما (أُحد) فقد استعان بعبد الله الكندي وحمزة كيال وصالح زهران ومحمد هنيدي.
رياضة ينبع
ساعد موقع (ينبع) المتوسط بين جدة والمدينة المنورة وكونها ميناءً بحرياً على أن تعرف الكرة أبكر بكثير من المدن السعودية الأخرى حتى إنها استطاعت أن تتجاوز اللعب العشوائي بالكرة إلى أن تم تأسيس الفرق الرياضية فيها ومنها فريق رضوى الذي نشأ كامتداد للكرة في مدينتي مكة المكرمة وجدة وبعيداً عن قانون اللعبة كانوا يتراكضون خلف الكرة بثيابهم الطويلة الفضفاضة وكانت المجموعة كلها تنقسم إلى فئتين تحاول كل فئة إدخال الكرة في المدخل بينما تتصدى الفئة الأخرى لمنع الكرة أو ردها جماعياً.. وكل مجموعة في حدود عشرة لاعبين ينضم إليهم لاعب أو لاعبان في بعض الأحيان لكن وصول بعثة الجراد المصرية إلى (ينبع) عام 1368هـ شكَّل منعطفاً هاماً في تاريخ الرياضة عندما قام أحد المسؤولين فيها واسمه سهيل محمد حسين بالانضمام إلى أبناء ينبع الذين يلعبون الكرة وقام بتدريبهم وتعليمهم فنونها وقوانينها مرة أو مرتين كل أسبوع.. من هنا جاء تأسيس وتشكيل أول فريق يلعب كرة القدم بشكلها الصحيح وبفرقتين اختار له أبناء ينبع اسم (رضوى) وذلك عام 1369هـ وكانت الأرض التي يتمرن عليها الفريق خارج ينبع.
التدريب بألف ريال!!
* كان ممن يمارسون لعبة كرة القدم في ينبع عبر هذا الفريق الوليد هم حامد نقادي - محمد خطيب - خلف عاشور - سليمان عثمان - علي ظليمي - لطفي خطيب - أشرف موسى طحلاوي - محمد خرشد - محمود سمان - علي علام - عواد خطيب - حسين محسن - لطفي زارع - سالم خطيب والحارسان محمود طه المعلم وعلي علام.. أما الكابتن فكان حسن ظليمي ورئيس الفريق عبد الله محسن ونائب الرئيس خلف عاشور وضمت عضوية الإدارة كلاً من حامد نقادي - محمد أحمد خطيب - سالم خطيب - عبد الله خطيب.. ثم بدأ الفريق يفكر في التنظيم أكثر باختيار لون خاص له وملابس موحدة بدلاً من الثياب والسراويل الطويلة.
وكان لون ملابس فريق رضوى الأخضر والأخرى الأحمر وبعد أن استطاع د. سهيل أن يُثبت أركان اللعبة ويكثر من مشجعيها علم بذلك أحد أبناء مدينة ينبع في المنطقة الشرقية واسمه محمد عبد المطلوب معوض وأن فريق بلده يحتاج إلى التشجيع والمساعدة لذا سارع في عام 1371هـ بإرسال مدرب سوداني للفريق خصص له راتباً شهرياً مقداره ألف ريال وكان الألف ريال في ذلك الوقت ثروة!!
وجاء المدرب السوداني واستفاد منه اللاعبون استفادة جيدة وقام فريق رضوى بالكتابة لسمو وزير الداخلية آنذاك الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- وتسجيل الفريق.. أما مقره فكان في بيت يعود لعبد الرحمن رحيمي.
ومع زيادة التجربة وتشعب المنافسة حدث خلاف بين أعضاء فريق رضوى وإزاء ذلك رغب عدد من اللاعبين الخروج من الفريق وتأسيس فريق جديد بقيادة سليمان محمد عثمان وحاول منتسبو فريق رضوى تطويق الموضوع لكن الخلاف احتد وأصر سليمان عثمان على الخروج وتأسيس فريق النصر البحري برئاسته فاشتد التنافس بين الفريقين وانتعشت الرياضة في ينبع وكان معظم فريق النصر البحري من أبناء البحارة.. وكتب لسمو الأمير عبد الله الفيصل يطلب منه العون ليستطيع الفريق القيام بمسؤولياته على اعتبار أن سموه كان في ذلك الوقت أميراً للشباب وتبرع لهم بمبلغ 400 ريال.
ولعب الفريقان رضوى والنصر في 12-10-1371هـ مباراة تعادلا فيها بدون أهداف حكمها محمد صلاح وهو من أعضاء فريق أُحد الذي زار ينبع لتوثيق الصلات الرياضية.
محافظة الوجه
* عرفت محافظة الوجه كرة القدم قبل وفاة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- بثلاث سنوات وتحديداً عام 1376هـ حينما تأسس فيها فريق الشباب الرياضي بقيادة عبد القادر مرعي وكان الفريق يتمرن خارج البلدة قرب اللا سلكي وهي آخر المحافظات بالمنطقة التي شهدت قيام الرياضة داخل أروقتها.