ما كشفته السلطات اليمنية من استعمال المستشفى الإيراني في صنعاء لتخزين الأسلحة وجمع الأموال لدعم تمرد الحوثيين، ليس بجديد على الإيرانيين فمنذ وصول النظام الصفوي للحكم وهذا النظام يدير الأفخاخ والمكائد للدول العربية، فالحرب الإيرانية العراقية فجرها حادث إطلاق النار على موكب رسمي عراقي من داخل المدرسة الإيرانية في بغداد، وقد اكتشف العراقيون آنذاك أن المدرسة عبارة عن مركز لمعارضي الحكومة المسلحين وأن عناصر من حزب الدعوة الذي كان يقوم بالمعارضة المسلحة يتدربون في المدرسة الإيرانية في بغداد لشن عمليات إرهابية ضد الحكومة آنذاك.
وما أشبه البارحة باليوم، فقد اضطرت السلطات اليمنية إلى إغلاق المستشفى الإيراني في صنعاء بعد أن تأكدت السلطات من استغلال المستشفى للقيام بأعمال بعيدة تماماً عن دوره العلاجي المفترض، إذ استغل الإيرانيون المستشفى كونه يطل على شارع الستين والذي يضم ساحة جهاز الأمن السياسي الواقع في الحي السياسي وسط العاصمة صنعاء للتجسس على هذا المرفق الأمني. وقد وضعت السلطات اليمنية يدها على وثائق تثبت حقيقة العلاقة بين الحوثيين وإيران والحوثيين وما يسمى بالحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة وفيلق القدس الإيراني.
اليمنيون الذين هالهم ما توصلوا إليه من توطيد وتنظيم بين هذه الأطراف الأربعة، أوضحوا أن هذه الوثائق تعتبر الحرب الدائرة في اليمن جزءاً من خطة أعدها (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري الإيراني، وقد أظهرت الوثائق أن الخطة جرى الإعداد لها منذ أكثر من عام بمباركة قائد الحرس الثوري محمد جعفر، وتستهدف إقامة دولتين يسود في الأولى حكم الإمامة بزعامة الحوثي ويسود الثانية حكم جنوبي منفصل بمجموعة فصائل سياسية تمولها وتديرها إيران بشكل مباشر.
هذا الاختراق الإيراني للأمن القومي العربي من خلال تدمير وحدة التراب الوطني بحيث يصبح اليمن ثلاث دول، وعلينا أن نتصور كيف يكون عليه الأمر في جنوب الجزيرة العربية فإذا كانت دويلة بحجم (دويلة حسن نصر الله) قد أشعلت كل ما نتابعه من فتن ومشاكل في لبنان فكيف سيكون الأمر عليه عندما تصبح في اليمن ثلاث دول تسيطر إيران على اثنتين منها إن لم تلحق الثالثة بهم من خلال خططها التخريبية ومؤامراتها لتدمير الأمن العربي دون أن تجد من يردعها.
jaser@al-jazirah.com.sa