تتعرض اليمن إلى مخاطر كبيرة تهدد استقرارها الأمني والسياسي، بل وتهدد وحدتها، والمسألة لا تخص أمن اليمن وحدها، وإنما تخص أمن المنطقة العربية برمتها. إذ إن ما يجري في اليمن مرتبط بأطراف خارجية لها مصلحة في زعزعة استقرار اليمن وعدد من الدول العربية باستخدام ورقة الطائفية.
فمن جهة تتعرض اليمن لتمرد الحوثيين الذين تدعمهم إيران حسبما كشفت الوثائق التي ضبطتها سلطات الأمن اليمنية. فعلى سبيل المثال عثر الجيش اليمني على وثائق تدل على دعم إيراني للحوثيين يشمل العتاد العسكري والأموال، وذلك في مستشفى إيراني في العاصمة صنعاء.
وهذا التدخل السافر من قبل إيران في اليمن ودعم المتمردين ضد الحكومة الشرعية والشعب اليمني يجب أن يوقف! ولكن ليس من المتوقع أن تتوقف إيران عن ذلك طوعاً، وبالتالي، فمن الضروري أن تحظى اليمن بدعم عربي يعيد لها الاستقرار المنشود.
وليس تمرد الحوثيين هو المشكلة الوحيدة وإنما أيضا الدعوات الانفصالية التي تنطلق من الجنوب! فحسب الوثائق المضبوطة في المستشفى الإيراني السالف الذكر فإن التمرد الحوثي ما هو إلا جزء من خطة أعدها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وهذه الخطة تم الإعداد لها منذ أكثر من عام بمتابعة من قائد الحرس الثوري محمد جعفر! وتستهدف هذه الخطة إقامة دولتين يسود في الأولى حكم الإمامة بزعامة الحوثي ويسود في الثانية حكم جنوبي منفصل بمجموعة فصائل سياسية تمولها وتديرها إيران بشكل مباشر.
ويتضح من هذه الوثائق أن الحوثيين ليسوا وحدهم في هذه الحرب، وما كان لهم أن يستمروا في تمردهم لولا الدعم الخارجي لهم والقادم من طهران!
كذلك فإن تنظيم القاعدة الإرهابي يحاول أن يستغل الظروف الأمنية الخطيرة في اليمن من أجل أن يؤسس له خلايا نشطة لتنفيذ مخططاته الإرهابية في المنطقة، والإرهابيون عادة لا ينشطون إلا في الأماكن غير المستقرة، وبالتالي فإن إعادة الاستقرار لليمن مطلب عربي وليس يمنياً فقط.