Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/10/2009 G Issue 13530
الاربعاء 25 شوال 1430   العدد  13530
لما هو آت
جسر الزيتون..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

العابرون لأنفسهم كالفاكهة في غير موسمها.. فالطريق للنفس القريب الأبعد..

في الصباح بوصفه رمز الافتتاح للنهار، وفي موغل الليل باعتباره خاتمته.. يسعى المرء لكل أمر لكنه لا يدري إن كان يتجه في دروبه لنفسه أم أن الصدف وحدها هي ما تجعله في مواجهة بها على حين غرة من مفاجآتها..؟.. حتى إذا ما التهمته الطرق، واعتصره الوقت، وشارف على الاستواء تجربة وحصاداً.. إما أن يمضي ولا يدري ما الذي؟ ومتى كان؟ وكيف صار أن التقى نفسه حقيقة كما يرى حزمة النور مصدَّرة إليه من مفرق الشمس، أو ستر الظلام يفرضه على أرضه رحيلها عنه..؟ أو يكون كالفاكهة في غير أوانها حتى إذا ما التقى نفسه عاجل بتحيتها وعكف على قراءة جبينها: خطوطه العريضة امتدادا، وفسحته المرسومة كثافتها مداداً.. فلحظات قراءة درب النفس بعد المضي مورد مفاجآت المضامين..

هذا المورد إما أن يدرُّ عذباً من الرواء فتغتسل النفس رضاء.. ويعبر المرء إليها جسر الزيتون سلاماً أبيض لا حسرات تغلفه.. ولا خيبات تؤمه.. وإما طمياً يعثِّر نقاءها.. ويجلِّي عن دكنها وتيهها النقاب..

الإنسان وحده من يمد جسر الزيتون لجنان الثمر, مأوى لنفسه.. أو يبقيها في غابة الشوك، مجرحةً مدماةً بالهزيمة..

أقرب الطرق للنفس أبعدها.. في حين أبعدها يصبح أقربها.. لمن يكون فاكهة الشتاء, في موسم الخريف..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد